الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي جورج بوش أمام مجلسي النواب والشيوخ كان خطاباً دفاعيّاً أكثر منه هجوميّاً مقارنة بخطاباته السابقة التي كان يلقيها أمام الملايين من شعبه الذين كانوا يتوقون ويترقبون ما يجول في خاطر رئيسهم من سياسات مقبلة يرسمها ويترجمها في منطقة «الشرق الأوسط الكبير» التي تضم أكبر مخزون نفطي.
بوش عرّج في خطاب الاتحاد على قضايا مختلفة في المنطقة، فمن فوز حركة «حماس» الذي خلق حال صدمة، وأفرز ضغوطاً تواجهها لنزع سلاحها ووجوب اعترافها بـ «إسرائيل» شريطة لتيسير سبل وصول المساعدات إليها، ثم تحدث عن العراق إذ أعلن رفضه الانسحاب المفاجئ منه وتركه طعماً سهلا للإرهابيين أمثال أبومصعب الزرقاوي وأسامة بن لادن. وأخيراً كان الملف المشحون بالزخم حالياً والحاضر في جميع خطاباته وهو الملف الإيراني، إذ دعا حكومة طهران إلى التخلي عن السلاح النووي.
المراقبون وصفوا خطابه بالواقعي الذي خلا من أية مبادرة وحماسة معهودة اللهم سوى مبادرة الطاقة والاعتماد على مورد آخر غير النفط وإيجاد بديل عن طريق التكنولوجيا.
الخطاب جاء قبل يومين من اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني ومساعي نقله إلى مجلس الأمن تمهيدا لفرض عقوبات. وأخذت واشنطن بزمام القيادة في التعاطي مع الملف واستمالة الأصوات المعارضة أمثال الصين وروسيا وكسب تأييدهما لنقله إلى مجلس الأمن على رغم العلاقات التي تقيمها تلك الدولتان مع إيران. يا ترى هل خلو خطاب بوش من النبرة الحماسية ناتج عن ثقته العمياء بسهولة التعاطي وتدبير أمور إيران ووضعها على خريطة الدول المستهدفة كالعراق وأفغانستان سابقاً، أم ان «أفول نجم لغة بوش» في الخطاب ناتج عن ضعفه بسبب الصواعق والفضائح التي هزت إدارته منذ ولايته الأولى حتى مطلع ولايته الثانية
العدد 1246 - الخميس 02 فبراير 2006م الموافق 03 محرم 1427هـ