لا يوجد على أرض المملكة من يقبل بالمساس بنبي الاسلام محمد (ص) أو حتى التعرض له من قريب أو بعيد، فكل فئات الشعب إسلامية وغير إسلامية لن تقبل بذلك من باب احترام الأديان والمعتقدات للجميع. والرد على هذه الإساءة التي يتعمد الغرب إثارتها في كل وقت لا يحتاج إلى عقد مجلس النواب جلسة استثنائية عاجلة، والتصويت على قرارات يعلم الجميع أنهم غير قادرين على تنفيذها، ولا ندري إلى أين وصلت مطالبة المجلس الحكومة باتخاذ الخطوات لتجميد التمثيل الدبلوماسي مع الدنمارك، ودعوة الدول الإسلامية والعربية إلى سحب سفرائها احتجاجاً، والسعي إلى استصدار تشريع في الأمم المتحدة لتجريم الإساءة والتطاول على الرسول الأكرم والإسلام والقرآن الكريم، فضلاً عن الدعوة إلى التحرك لرفع دعوى أمام القضاء الدنماركي ضد الصحيفة التي نشرت الكاريكاتور.

بل على العكس، الشارع البحريني بحاجة إلى توحيد الصفوف في مواجهة الهجمة الغربية على الاسلام، وردم الصدع بين الكتل النيابية، ومن ثم إقرار أمور يمكن تطبيقها وتفعيلها كالدعوة إلى المقاطعة من خلال بيان يصدر عن المجلس، لا جلسة استثنائية، خرجت بقرارات سياسية لن تنفذ. مثل هذه الجلسات كان الشارع أن ينتظرها لمناقشة أمور كثيرة طارئة، سويت بتنازلات سياسية لا بحلول لإنهاء الملفات العالقة.

طبعاً، لست ضد الجلسة الاستثنائية للرد على الإساءة، ولكن هناك قضايا كثيرة عالقة، وهذا لا يعني عدم الرغبة في الرد، ولكن هناك طرق أكثر فاعلية وجدية من الجلسة الاستثنائية، التي تأتي كباقي الفرقعات الصوتية من دون نتاج. وننتظر من النواب الذين صلّوا في صف واحد أن يشاركوا في المسيرات الاحتجاجية على الإساءة لنبينا الكريم، فهي أقوى من أي صيحات تحت قبة البرلمان وقرارات لا تفعل