العدد 1246 - الخميس 02 فبراير 2006م الموافق 03 محرم 1427هـ

الأفكار الناقصة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

يحدث أحياناً ونحن في صدد الكتابة... أن نواجه مواقف متعبة تشعرنا بالتفكك الداخلي الذي يقلل من حدة التركيز... فالأفكار تأتينا شتاتاً، وكل فكرة تأتي ناقصة ولا تكتمل إلا بشق الانفس، إذ إن اكتملت لا تكون بالمستوى الذي يحفز على الكتابة، أو أن تكون فكرة ضعيفة ويصعب شرحها وتحليلها!

ونظراً إلى الهموم الكثيرة التي نحملها جميعاً في هذه المنطقة المشتعلة من العالم! إذ لا نعرف كيف تسير أمورنا ومن أين نبدأ اللهاث وأين ننتهي! فإن الكيفية التي نتناول بها الموضوعات تصاب بالتعقيد أحياناً وخصوصاً كي ننقذها من براثن الخطوط الحمراء، ما يضيف عبئاً كتابياً آخر... وعلينا دائماً الباسها ثوباً منسقاً زاهر الألوان كي يلفت نظر القراء... وهذا التزيين هو فن بحد ذاته لا يعلو عليه أي نوع آخر من الفنون الأخرى!

أما اختيار الموضوعات الساخنة فذلك فن آخر إبداعي ولاشك ومحاولة النظر اليها من الزاويا المتعددة التي لم تتناولها الأقلام الأخرى بعد، لعدم التكرار الممل الذي هو آفة معظم صحفنا الكثيرة هذه الأيام... إذ أصبحت معظمها نسخاً مكررة ولكن بأسماء مختلفة.

وماذا بعد هذه المقدمة... إن فوز المنظمة الفلسطينية حماس ذاك الفوز الباهر حقاً... لهو انتصار كبير للحق وفرحة كبرى! وعلى رغم كل ما قيل عنها وعن عدم خبرتها في الإدارة، فهكذا كانت.

وأصحبت بطولية هذا النصر تخيفنا من العدوة الكبرى (أميركا) واختها «إسرائيل»، وتناول هذا الانتصار سبق متوقع وتعودنا عليه... ونخاف أن تعد العدة لعمل أو سياسة مستحدثة لافساد هذا النجاح الساحق.

إن انتصاراتنا الدائمة هي محطة خوف وقلق فبقدر ما تفرحنا تكاد تجهض تلك الفرحة لما نراه من خيبات الأمل المتكررة في عالمنا وبعد تحقيق أية خطوات ايجابية تحتسب لنا نرى بعدها نكداً ووجعاً وخلافات داخلية لا أول لها ولا آخر... ولا استبعد اطلاقاً ان الأموال الكثيرة بدأت تضخ لقلب الموازين وشراء الخلافات لتعم الفوضى... ويبقى الحزن والرجوع إلى الوراء وهما الهدف المنشود.

أما الخبر الآخر عن الدنمارك وسوء تعامل الدولة مع الصحافة الحرة وعدم اعتذارها عن الإساءة الصادرة منها تجاه المسلمين ورسولهم الكريم... ماذا نقول؟ أهذه حرية صحافة أم غباء دولة لا تعرف حكومتها أي نوع من الدبلوماسية أو السياسة المعتدلة!

وأرى أن دفاعاتنا يجب ان تكون واضحة... المقاطعة أولاً ومن ثم النهوض بحملة مكثفة عن الدين الإسلامي وعن اخلاقياته الرفيعة في عقر دارهم، إذ تتضح الصورة التي تم تشويهها للغرب عن المسلمين عموماً ويستحسن الدخول اليهم عن طريق الانترنت والقنوات الإعلامية الأخرى ولكن بطريقة مدروسة دقيقة، إذ نقنع الغرب بأننا لسنا نحن المعتدين الإرهابيين... وأنهم هم الذين اعتدوا علينا من دون أية اسباب واضحة ولمجرد التشهير الحقير فقط من بعض النفوس المريضة!

إن مثل هذه القضايا الساخنة... وكيفية حدوثها هي بعض من الافكار التي تثقل علينا وتجعل التافهين يشغلون العالم بالتوافه وتبعد المفكرين عن الساحة لسطحية المعارك ولكن الأفكار تبقى دائماً حرة وطليقة، وقد تصيب أحياناً أو تخيب بحسب المزاج تطلع الفكرة

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1246 - الخميس 02 فبراير 2006م الموافق 03 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً