في الوقت الذي اعتذرت فيه صحيفة «يولانس بوستن» الدنماركية عن نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) على رغم تحججها بأنها كانت تمارس حرية التعبير وأنها خسرت تلك المعركة أمام الاحتجاجات والمقاطعة العربية. وفيما تترقب الدول الإسلامية الاعتذار الرسمي من السلطات الدنماركية نفسها لهذه السابقة تطالعنا صحيفة «فرانس سوار» الفرنسية أمس بنشر بعض تلك الرسوم في تحد أوروبي جديد لمشاعر المسلمين يعد مكملا لما أعلنته الخارجية الفرنسية قبل أيام في هذا الصدد. إذا كانت الحكومات الأوروبية والصحافة الأوروبية في الدنمارك والنرويج وفرنسا بالطبع تتمسك بمعايير حرية التعبير التي تكفلها لها دساتير بلدانها وتريد أن تختبر مدي التزام حكوماتها وشعوبها بتلك المعايير حسب ما تدعي، فلماذا اختارت الدين الإسلامي وعبادات العالم الإسلامي من دون سواها من الديانات؟ لماذا لم تتجرأ صحف «يولانس بوستن» و»مغازينت» و«فرانس سوار» أن تنشر رسوماً تسئ للديانات والمعتقدات التي تمس الأوروبيين أنفسهم إذا كانت جادة في التمسك بحريتها المزعومة. هل تستطيع ذلك؟ فلتجرب إذن. الوضع جد خطير، ويبدو أن هناك حملة أوروبية مخططة للتعرض للدين الإسلامي تعد مكملة لحملة الإرهاب التي جعلت من الدين الإسلامي دينا للإرهاب والتطرف. ومادام الوطن العربي والدول الإسلامية تشارك في حملة الإرهاب فيمكن بالتالي أن تسكت عن الإساءة لأشرف الخلق. حملة الاحتجاجات والمقاطعة الشعبية يجب أن تتسع وتشمل كل الدول التي تتطاول على ديننا ورسولنا الكريم وعلى الحكومات أن تتخذ مواقف اشد تصلبا حتى تصل الرسالة بكل وضوح لكل مستهتر بعالمنا