أكثر ما يقال عنا نحن بني الإسلام أننا نيام! وربما يصح ذلك الوصف أو لا يصح، لكن الصورة الأعم، هي أن الإعلام في العالم العربي والإسلامي هو إعلام لا يمتلك خطاباً مشتركاً في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية؟ وفي الواقع، لم تكن الصحف والمجلات و... الإعلام الغربي بشكل عام، جديدة عهد بالإساءة الى نبي الأمة الرسول الأعظم (ص) ولكل المسلمين بكل طوائفهم، بل كانت تستمد وجودها أحياناً من شن الحملات تلو الحملات على الدين الإسلامي في حالة من صوغ حوار جديد للصراع بين الحضارات... ولعل الحرب الجديدة، القائمة، غير المتوازنة... هي الحرب بين الغرب والإعلام الغربي، وبين الإسلام كديانة، وفي هذا تفصيل طويل وحديث يطول مقامه.
ولعل المشكلة الأكبر التي جعلتنا مطية للكثير من الهجمات، هي أننا في العالم الإسلامي مجزأون أصلاً... فإعلامنا وصحفنا ومجلاتنا ومؤسساتنا البحثية والدينية (خصوصاً) انشغلت على مدى عقود في النفخ في كير الطائفية وتقديم الكتابات التي تفت عضد الأمة وتفرق الناس وتبقي حريق الطائفية مشتعلاً باستمرار، وكلما جاءت قناة جديدة تلبس ثوباً مريباً فتحت باب النقاش على مصراعيه في السنة والشيعة أولاً، ثم يبدأ الهجوم من صحيفة هنا أو كاتب هناك أو اذاعة هنا على الطوائف الأخرى.
القوم نيام... كلنا نيام! ندعي أننا واعون لما يحيق بنا من مخاطر... وهذا الأمر صحيح! لكن، ما الذي فعلناه في سبيل التصدي لتلك المخاطر... لا شئ! حكومات وأنظمة في الدول العربية والإسلامية لا هم لها إلا إضعاف الداخل، لتنصدم حين يتقوى عليها الخارج! تجعل المسلمين في المجتمع يتناحرون، ثم تريد من الغرب ألا يستهزئ بهم... تزرع قنابل الطائفية ثم تختفي وراء الأنظار، وتفتح المجال لدمار لا تحمد عقباه.
صورة جميلة هي التي شاهدنا فيها النواب سنة وشيعة يصلون معاً... لكن هل يكفي أن نرفع الأصوات مدافعين عن الرسول العظيم (ص) ومعبرين عن الاستنكار لما قامت به صحف دنماركية أو اسرائيلية أو نرويجية؟ علني أبحث عن إجابة واحدة: «أين نجد أنفسنا من وصية الرسول (ص) في حديث (البنيان المرصوص)؟ هل امتثلنا لأمره حقاً»؟
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ