جميل ان يبدأ القطاع الخاص في البحرين من مصارف وغيرها في تمويل بناء مشروعات وصرح ثقافي أو آثاري يخدم ويوعي المجتمع بتاريخ حضارات البلاد القديمة. ان هذا التوجه الذي نلمسه اليوم عبر دعم المشروعات الثقافية بشتى انواعها يعبر عن عطاء وقيمة رائعة لتقدير جهد وتاريخ الإنسانية جمعاء، خصوصاً فيما يتعلق بقضية المحافظة على الآثار... والبحرين تكتظ واقعاً بذلك على مر السنين لولا ما اقترفته بعض أيدي الطمع والجهل بقيمة الآثار من تخريب مقصود لبعض المواقع مثل موقع الدراز الاثري وتلال عالي ومدينة حمد وغيرها لكن علينا ان ننقذ ما يمكن انقاذه. حماية الآثار هي جزء من تاريخ البشرية وليس من تاريخ البحرين وأهل البحرين فقط فهي ملك للجميع ولا يحق لاحد أياً كان ان يتهاون في هذه الكنوز والثروات الإنسانية التي خلفها سكان أهل البحرين القدماء لتكون شاهدا على عصرهم ودليلاً ملموسا لما صنعته وقامت به يد الإنسان الدلموني الذي عشق تراب ونخل وماء البحرين. موقع قلعة البحرين الذي تبرع بنك اركابيتا ببناء متحفه هي ثروة وطنية وانسانية لا تقدر بثمن وعلينا كبحرينيين ان نعمل جاهدين بالمحافظة عليه من خلال عدم رمي القاذورات ومخلفات الاطعمة وعلب العصير عند زيارتنا للموقع... علينا ان نبدأ ذلك وننقله للأجيال ونخبرهم عن قصة حماية الموقع وابطالها... وكيف نستمر في تعاوننا مع منظمة اليونسكو في عدم تشويه المنطقة بمباني تحد من النظر إلى حدود الموقع أو تخريب حزامه الأخضر من أشجار النخل واللوز والباباي. أيضا قرية القلعة محظوظة بخصوصيتها فأهلها لابد ان يكون لهم نصيب المشاركة في الاعتناء بموقع قريب إلى قريتهم وإلى قلوبهم التي تفتخر بتاريخ الدلمونيين سكان البحرين الاوائل. كل ذلك يدعونا لتطبيق رسالة اليونسكو في حمايتها للآثار الا وهي ان التراث والثقافة هما منبع الحياة والالهام لا بديل لهما... كونه يمثل الأصل ومكونات الهوية الإنسانية أينما كانت. فهل نعي ما نملك
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ