العدد 1245 - الأربعاء 01 فبراير 2006م الموافق 02 محرم 1427هـ

هل يحتاج الإعلام العربي لدروس من الغرب؟

مناظرات الدوحة تطرح الموضوع الآتي:

ركزت مناظرات الدوحة في 31 يناير/كانون الثاني الماضي على صراع حسّاس في الشرق الأوسط لا سيما بعد أن قامت حرب بين الوسائل الإعلامية الفضائية في العالمين العربي والغربي.

أطلقت إدارة بوش على قناة الجزيرة تسميات «الإعلام المُفعَم بالكُرْه» و«الناطق بلسان القاعدة» ولكن من يستطيع أن يدعي بأنه يتمتع بالأخلاقيات العالية لا سيما وأن الإعلام الأميركي خاضع لسيطرة المصالح التجارية وأن البنتاغون متهمة بتلفيق روايات كاذبة في العراق؟ فمن يستطيع في هذا الوضع أن يعطي دروسا للآخر؟ ولذلك فإنه من المتوقع أن تكون مقولة «الاعتقاد بأن الإعلام العربي لا يحتاج لدروس في الإعلام من الغرب» التي تناقش في مناظرة هذا الشهر كفيلة بأن تولد حججاً مثيرة للجدل.

لو كانت وسائل الإعلام أسلحة حربية شرعية، فهل تكون أهدافا شرعية؟ هل العلاقة التي تربط الجزيرة بالقاعدة وثيقة إلى هذا الحد؟ هل خذل الإعلام العربي والغربي جمهورهم من خلال إخفاقه بمحاسبة زعمائهم السياسيين؟

يؤيد المقولة مقدم برامج على الجزيرة و مدير مشروع كامبردج للإعلام العربي بالتعاون مع مركز الدراسات الشرق أوسطية والإسلامية في جامعة كامبردج خالد حروب، ويناصره في دفاعه هذا الأستاذ المشارك في العلوم السياسية في كلية ويليامز في الولايات المتحد

ة ومؤلف كتاب نشر حديثاً بعنوان: أصوات الرأي العام العربي الجديد: العراق والجزيرة وسياسات الشرق الأوسط في الزمن الحاضر مارك لينش.

ويواجههما في معارضة المقولة كل من عبدالله شليفير صحافي أميركي محترف قام بتغطية أخبار الشرق الأوسط لما يزيد على عقدين لحساب قناة ان بي سي الإخبارية وجون أفريك ونيويورك تايمز ومؤسس مركز لتدريب الصحافيين في قنوات التلفزة في العالم العربي كما أنه عيِّن حديثاً مدير مكتب قناة العربية في واشنطن العاصمة.

وتعاونه في مناهضة المقولة منى الطحاوي وهي صحافية مصرية الأصل تقيم في نيويورك وتنشر مقالاتها في الشرق الأوسط الأسبوعية وهي واحدة من أكثر المطبوعات الصحافية تأثيرا في العالم العربي كما تساهم بأبحاث ومقالات افتتاحية في الكثير من المنشورات في الولايات المتحدة والخارج.

يدير تيم سيباستيان، مقدم برنامج «هاردتوك»، دفة المناظرة ويتبع فيها الأسلوب التقليدي لمناظرات اتحاد أكسفورد إذ ينقسم المتكلمون الأربعة إلى فريق مؤيد وآخر معارض للمقولة موضوع النقاش، وبعد أن يقدم الفريقان الحجج والبراهين الداعمة لأفكارهم وقناعاتهم، يطرح سيباستيان الأسئلة التي تحفز كلا الفريقين على تقديم المزيد من البراهين على صحة آرائه، ويفتح المجال في آخر المناظرة لأسئلة الجمهور الذي يطلب منه قبل الختام التصويت تأييدًا لجانب أو لآخر.

تصوّر مناظرات الدوحة في بهو مقر مؤسسة قطر في المدينة التعليمية أمام جمهور من الناس نصفهم من الطلاب وتهدف إلى إقامة منبر لحرية التعبير السجال العام ويطرح أكثر الموضوعات إثارة للسجال في العالمين العربي والإسلامي. ويبث هذا البرنامج كل شهر على قناة «بي بي سي» العالمية.

تندرج مناظرات الدوحة التي دخلت سنتها الثانية ضمن المبادرات المتماشية مع رسالة المؤسسة الرامية لتعزيز التعليم الفعال والتشاركي للصغار والجامعيين في قطر والمنطقة، وتمحورت بعض المناظرات السابقة حول موضوعات مختلفة كالديمقراطية في العراق وحقوق المرأة في المجتمع الإسلامي وخريطة الطريق في الشرق الأوسط، أما آخر المناظرات التي أقيمت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي فقد طرحت الموضوع الآتي: «الاعتقاد بضرورة مغادرة جميع القوى الأجنبية العراق فوراً» وحصل على تأييد الجمهور.

يقول تيم سيباستيان واصفا المناظرات: «إن مناظرات الدوحة تشكل دفعة حيوية نحو التغيير والإصلاح الذي يتم حالياً إنجازه في قطر، «ويمثل هذا البرنامج الفريد في المنطقة، باعتقادي ممارسة حيوية للمجتمع الحر والعصري، وكانت السلسلة الأولى من المناظرات قد حققت نجاحاً ساحقاً عند بثها من شهر يناير حتى يونيو/حزيران الماضيين على قناة «بي بي سي» العالمية، وقد وصفت أخبار «أن بي سي» المناظرات بأنها «ثورة أخرى على الأرض التي تضم قناة الجزيرة»، أما مجلة نيوزويك فقالت إن هذا البرنامج «يساهم مساهمة كبيرة في تحرير عقول العرب»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً