العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ

أحضروا الصحف البيروتية... كلها!

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

أرجو أن تحضر لي جميع الصحف «البيروتية»،، بهذه العبارات كنت أخاطب «كريم» موظف الاستقبال في الفندق البيروتي الذي أقطنه، وحين استنكر هذا الطلب الصباحي المرهق كل يوم، أردت أن أعطيه مبرر هذا الطلب الغريب. فحدثته بحديث ولا أدري إن كان حديثي معه كان عن «صحافة بيروت» أم «صحافة المنامة»،،. للصحافة في بيروت رونق خاص، لا تستطيع أن تهمل نظرات المحيطين بك في المقهى حين تبدأ في قراءة صحيفة ما، فحين تتناول صحيفة «الديار» فهذا يعطي دلالات مختلفة في المطلق عن قراءة صحيفة «النهار» أو «المستقبل». لذلك، كان لابد من أن أضع شتى الصحف «البيروتية» أمام طاولتي، فذلك يعطيني صفة الحيادية على الأقل،،، يقلل من حدة النظرات الثاقبة التي تحيط بي، الذي كنت أود أن أقوم به، هو أن أصرخ في وجه المحيطين «حسناً... يا جماعة... أنا أقرأ جريدة فقط... لست لبنانياً، أنا أقرأ فقط، ولم أصرح بتصريح سياسي غريب،،». الصحيفة التي تقرأها في بيروت قد تكون هويتك الطائفية، وفي أقل تقدير قد تعطي دلالات مهمة على هويتك السياسية، «مع سوريا»، «ضد سوريا»، ببساطة إجعل عنوان الصحيفة ظاهراً، وستكون رسالتك للمارة واضحة ومباشرة. أتذكر صحافتنا المحلية في البحرين، لا للمبالغة، نحن لم نصل في البحرين لهذا الحد، إلا أننا اليوم نمتلك شيئا من ملامح هذه الصورة الغريبة، ولأننا سياسياً لا نمتلك حدودا فاصلة كالتي في لبنان، ولأننا بالأساس لا نتحاور في شيء، فالتأسيس لصحافة الطائفية يلاقي رواجاً لا بأس به لدى بعض الملتصقين بالإعلام والصحافة. في الحقيقة، ليس الخوف من نظرات المحيطين بي في المقهى هو السبب الوحيد لإقتنائي شتى الصحف البيروتية، ولا شك أن صحف بيروت هي أفضل الصحف العربية مهنياً، ولابد من أن أحاول كل صباح أن أتعرض إلى زخم من التكتيكات الإعلامية والصحافية الجديدة من صحف بيروت على اختلاف ميولها السياسية والطائفية. المدرسة المصرية في الصحافة لا زالت رهينة «كتب الإعلام والصحافة الخمسينات والستينات»، وباقي المدارس العربية في الصحافة خلف هي خلف التاريخ، «اللبنانيون» بلا شك يمتلكون أحدث التجارب والخبرات الإعلامية الحالية، ولا فرق في هذا بين إعلام مرئي أو مكتوب، فالمدرسة اللبنانية في الإعلام والصحافة لا زالت في الصدارة. يستطيع القارئ لصحافة لبنان أن يتعرف على فنون الكتابة الإعلامية بشتى أصنافها، فالتقرير الإخباري له هويته، وعمود الرأي، والتحقيق الصحافي، والريبورتاج، كل في فلك الصحافة اللبنانية يسبحون. سألني أحد صحافيي جريدة النهار عن صحافة البحرين ومستواها، أخبرته أننا نعيش مرحلة إنتقالية على الصعيد المهني في الصحافة البحرينية، ولست على ثقة بنتائج هذه المرحلة الإنتقالية، وسألني الزميل «حازم الأمين» من صحيفة «الحياة» عن «الوسط»؟، قلت إن الوسط هي من بدأت سباق المرحلة الإنتقالية في صحافة البحرين، وهذه ليست دعاية، فبعد سنة أو سنتين من الآن، سيبقى في الطليعة أهلها، وسيغيب من هم دخلاء على الصحافة. إلا أن هذا لا يعني البتة، أن لا تبقى شتى الصحف قارة وثابتة، خصوصاً إذا كان الأمر لا يتعلق بالصحافة والإعلام والإقتصاد الإعلاني، بل يتعلق بالمحاصصة السياسية أو الطائفية، كما أنتم في لبنان اليوم. إلا انني تداركت نفسي في آخر الحديث، وقلت: فلتكن محاصصة سياسية تعودنا عليها، إلا أن صحافة الطائفية هي ما أخاف منها، على الأقل حتى لا نقوم بإجبار البحرينيين بأن يقتنوا «جميع الصحف البحرينية» كل صباح،،

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1244 - الثلثاء 31 يناير 2006م الموافق 01 محرم 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً