العدد 3145 - الأحد 17 أبريل 2011م الموافق 14 جمادى الأولى 1432هـ

السفر: معراج آخر

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

الساسة جزارون ببزات أنيقة.

@@@

يحيلني إسماعيل إلى فقه النحر.

@@@

يحيلني المقهى للإصغاء إلى أغنيات العذاب.

@@@

وطني قهوة عربية مرة فيها كل حلاوة الدنيا.

@@@

الأجنحة: مروق على ممالك القيود.

@@@

البحارة في نعش مضطرب.

@@@

في الهاوية فقط نتبادل سيرة الذروة.

@@@

أزج بك في فضاء أنت حارسه.

@@@

الجسور: صلة لرحم الأرض.

@@@

تعودت أن أنصب سرادقي في البرية الموحشة بالناس.

@@@

يبدأ بأخبار الوفيات كي يتأكد أنه مازال حياً.

@@@

يتقمص شكل الجبل. فيما هو ضالع في الغبار.

@@@

غداً، سيكون مؤشر الانقراض أكثر وضوحاً ومباشرة، فصوغ المستقبل لا يمكن أن يشارك فيه «العجزة» و»المعوقون» والمصابون بالغيبوبة، وأولئك الذين ينتظرون - في طوابير طويلة - التبرع لهم بالأعضاء كي يتنفسوا ويروا على حساب الجثث!

@@@

بجوار قصر، ثمة عائلة في عراء يستفز الزهو!

بجوار خلية مفخخة، ثمة دار للأوبرا تستفز غسل الأدمغة!

بجوار مكتب وكيل لبيع السلاح، ثمة أغنية تستفز المحصلات!

@@@

اعبروا بي أنهاركم. لقنوا أطفالكم سيرتي. أنا العابث بالمجد، المستخف بالريح والكلاب وسجلات المتاحف.

دعوا لي وجوم النفايات وخذوا زهرة الكنوز. دعوا لي عزلة المعرفة وخذوا موسيقى الحرس. أنتم يا من علَّقت على أستاركم وصايا أبي ونوايا لصوص المتاحف. (1)

@@@

ظل يهذي: كثيراً ما أرى البيت خزانة الألفة، والبحر مرآة السماء، والشارع مشيمة حتى أصل، والأطفال فاكهة السرير، والنص زهو المعرفة، والصعود معراج تحت المجهر. أما أنا فشاهد يستدرجه الغيب. (2)

@@@

لم يتأت للإنسان أن يقفز من محيطه الموحش الخالي من الاجتماع (الغابة) إلا عن طريق تلك القفزة النوعية التي وضعته على الطريق الصحيحة لاكتشاف وتطوير إمكاناته، إلا عن طريق السفر. ولم يقفز قفزته المذهلة الأخرى إلا حين تجاوز محيطه الصغير وراح مترجلاً بحثاً عن مزيد من الاكتشاف لتطوير اجتماعه والذي يعني في المحصلة النهائية تطويراً لروحه وتعرية لها كما أشار ألبير كامو.

ولأن السفر في ظل اختزال المسافات يحرم المرء من معاينة الطريق التي سلكها، فلا يقبض من سفره إلا على الوصول، عادت مساحة التصحّر في الروح إلى سابق عهدها، وباتت المشاهدات مختزلة، والاكتساب هو الآخر تم اختزاله، والمحصلة النهائية، امتداد وتوسع حالات «التوحش» التي هرب منها الإنسان في بيئته الأولى سعياً وراء اجتماع أرقى يراكم التجربة.

@@@

السفر: محاولة لتأثيث المكان الأول بمزيد من الضوء، فيما الإقامة إصرار على ممارسة فعل الارتطام بالأشياء في ظل عتمة مقيمة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)، (2) مقاطع من رواية تحت الطبع للكاتب بعنوان «سماءُ العزلة» ستصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 3145 - الأحد 17 أبريل 2011م الموافق 14 جمادى الأولى 1432هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً