التقيت بالأب (ميساك الانبا بيشوى راعي كنيسة العذراء والانبا رويس للأقباط الارثوذكس) قبل شهرين تقريبا حين دعيت لالقاء كلمة في الكنيسة الانجيلية لعيد السيد المسيح. وكان من ضمن من القوا كلمتهم هناك الاب ميساك. كان الجو جميلا تتلمس فيه التسامح والمحبة. بعد اللقاء آثرت ان التقي بالاب مرة أخرى لأجرى معه لقاء عن رؤيته للمسلمين وتصوره لوضع حريات الاديان في البحرين. ذهبت بمعية المصور البارع محمد المخرق وأقمت هذا الحوار. وهو يأتي في سياق ترسيخ المحبة والتسامح بين الاديان وتذويب الفوارق لتأسيس حياة يعمها الحب والتسامح والمحبة انطلاقا من قول الله عز وجل «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة»(النحل: 125). كان اللقاء مع الاب مثمرا وبناء يحمل آفاقا رحبة وقد كان هذا اللقاء. بداية كيف تقيمون تجربة حرية الاديان في البحرين خصوصا في ظل الانفتاح الذي عم البلاد بوجود المشروع الاصلاحي؟ حقيقة وبعيدا عن المجاملات نحن كمسيحيين نشعر بالراحة والطمأنينة والحرية أيضا في ممارسة طقوسنا وعبادتنا في مملكة البحرين. البحرين تتسم بالتسامح مع الاديان والتعايش متأصل فيها. تجد الجميع يمارسون طقوسهم بكل حرية، المسلمون والهندوس والبوذيون والمسيحيون... إلخ. هذا يشعرك بان جذور التسامح متأصلة في البلاد وهي ضمن ثقافة المجتمع البحريني وجزء من اسسه الثقافية وجزء من تربيته لها اصول وذلك لان البحرين ارض لها حضارة. لقد قمنا بطلب اشهار لكنيستنا وحصلنا على الاشهار قبل عام عن طريق وزارة العمل.وهذا يعكس أيضا توجه الدولة في دعم الحريات الدينية.ونحن هنا منذ 27 عاما نصلى ونمارس الطقوس. لم نتلق من البحرين حكومة وشعبا الا كل ترحاب. الشعب البحريني شعب مضياف وحضاري وشعب متعلم. ونحن اذا التقينا مع جلالة الملك في الاعياد نلقى ترحيبا كبيرا.
لحظة ساد فيها حزن على الوجوه
كيف تلقيت نبأ الفاجعة التي المت بالبحرين لرحيل ابن جلالة الملك المرحوم الشيخ فيصل بن حمد آل خليفة؟ حقيقة كان يوم خميس وكنا نصلي في الكنيسة. جاءت بنت وهي متأثرة تبكي وتقول: ابونا ابونا، سمعت خبرا في الراديو: ان الشيخ فيصل ابن جلالة الملك قد توفي في حادث. في تلك اللحظة ساد حزن على الوجوه وتأثر الجميع لوقع الخبر، الكل تأثر لرحيل هذا الابن العزيز الصغار والكبار، المسلمون والمسيحيون وصورة التعازي والمواساة التي ظهرت من الجميع من شعب البحرين والقادة والدول الاخرى تعكس مدى التآزر الموجود وموقف شعب البحرين وتأثره يعكس صورة التلاحم بين القيادة والشعب. الناس على عفويتها راحت تزحف زرافات للتعزية. في اليوم الثاني صباحا اقمنا صلاة في الكنيسة على روح فقيد الشباب والوطن الشيخ فيصل من الساعة السابعة الى التاسعة .وفي يوم السبت ذهبنا للعزاء مع مجموعة من طائفتنا لمواساة جلالة الملك. كانت صدمة كبيرة بالنسبة لنا والى يومنا هذا كنا في مجلس وكان الحديث عن رحيل هذا الشاب العزيز على القلوب.الكل طلب له الرحمة. وسيبقى في الذاكرة دائما. وهنا انتهز هذا اللقاء لاقدم التعازي والمواساة للعائلة الكريمة ولجلالة الملك لهذا المصاب الجلل.
لنبن مجتمعاً أفضل بالاحترام
شاركتم في مؤتمر الحوار الاسلامي المسيحي الذي اقيم في البحرين قبل ثلاث سنوات تقريبا. ما هو الافق الذي حمله هذا المؤتمر في نظركم؟ افضل ما طرح فيه ترسيخ مفهوم احترام عقيدة الآخر وترسيخ التسامح.كان مؤتمرا ناجحا بكل المقاييس. واعطى صورة مشرقة للبحرين خصوصا للضيوف الذين جاءوا من الخارج وعكس حقيقة ما هو في البحرين من ممارسة الحريات في الاديان. نحن نصلي من الساعة الثامنة الى الواحدة ليلا. نخرج وبكل حرية وطمأنينة وفي كل الاوقات. وهذا يعكس ثقافة المحبة في البحرين. في احدى مجالس العزاء في البحرين ذهبت لاعزي إحدى العوائل وكان هناك من المعزين من كل الطوائف الاسلامية والمسيحية الخ فرحت للمنظر. هذا يعكس حقيقة الشعب البحريني انه فوق الحساسيات وفوق الاختلافات. متجانس ومتحاب وهذا ما يجب ان يرسخ دائما في قلوب الشباب والمجتمع. وهناك مثل جميل مفاده (نريد المحبة تزيد حبه حبه وفي كل حبة محبة). هل تعتقد ان خطاب التسامح والسلام سيعم العالم؟كيف نوصله للشباب؟ العالم كله يحتاج الى سلام وليس عالما واحدا معينا. كل الاديان تدعو للسلام. السيد المسيح (ع) دعا للسلام. نمر على بعض نبدي تحية السلام، نكتب الرسائل نبدأ ونختم بتحية السلام. يجب ان نوصي الامهات والابناء بتربية ابنائنا على الحب والسلام واحترام الآخر لنبني مجتمعا أفضل.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1243 - الإثنين 30 يناير 2006م الموافق 30 ذي الحجة 1426هـ