لقد أثار ما نشرته إحدى المجلات الدنماركية حفيظة المسلمين حين أساءت إلى أعظم شخصية عرفتها البشرية، ألا وهو نبي الأمة محمد (ص)، وكان الرد متوقعا لأن ما نشر لا يقبله أي عرف ولا دين. وبعيدا عن مغزى الأساءة التي لا يختلف عليها اثنان، لنر من أين جاءت وكيف ولماذا نشرت في المجلة؟ الأمر وأضح وبسيط ولا يحتاج إلى بحث وتحر. فالمجلة التي نشرت هذه الإساءة هي مجرد ضرب من ضروب ما يعرف بـ «الصحافة الصفراء» التي عرفت على مر التاريخ بمقالاتها الفاحشة وطرحها للقضايا التي لا تقترب منها الصحافة الحقيقية لأن طرحها لا يمت إلى الصحافة بصلة. وهذا لا يعني التقليل من هول الإساءة التي مست المصطفى (ص)، ولكن لنبين بأن ما طرح لا يمثل رأي الغالبية في البلدان التي تحتضن هذا النوع من الكتابات أو المقالات الرخيصة. ولعل المجلة لم تكن تتصور حجم الخسائر التي تتعرض لها الدنمارك حين أعلنت معظم دول الخليج وغيرها مقاطعتها للمنتجات الدنماركية علما بأن هذه البلدان تعد إحدى أهم الأسواق الاستهلاكية للمنتجات الدنماركية المنتشرة في كل مكان منها. ولا ننسى أن نتذكر ­ في هذه العجالة ­ موقف الشارع البحريني الذي أعلن رفضه الصريح لأية إساءة إلى نبي الأمة، بل وعاجلت بعض المحال بمقاطعة السلع الدنماركية. ولكن، وفي ظل هذا الجدل، لازلنا نتساءل عن مواقف بعض الرموز الدينية والقيادات التي ظلت متكتمة على الموضوع لأسباب مجهولة