يبدو ان التصريحات أو بالأحرى «التوبيخات» التي أطلقها المسئولون الأميركيون والإسرائيليون بتوعد الاتحاد الأوروبي قطع المساعدات وأشكال الدعم المختلفة إلى الشعب الفلسطيني معناه ان الغرب لا يحترم نتائج الديمقراطية التي أسفرت عنها الانتخابات الفلسطينية الأخيرة. فبعد ان خسرت «فتح» وظفرت «حماس» صعدت التصريحات بتذكير المجتمع الدولي وبما يصنفه الغرب في خانة الإرهاب بما قامت به حماس طوال السنوات الماضية من مقاومة ضد الجيش الإسرائيلي المدعوم سياسياً وعسكرياً من الولايات المتحدة الأميركية والغرب إلى محاولاتها تجميد مفاوضات السلام وغيرها... هذا الكلام وغيره لا يجدي نفعاً حتى لو كان توجه حماس وايدلوجيتها تغضب صناع القرار في الغرب فالظروف الراهنة فرضت على الناخب الفلسطيني ان يختار حماس بديلاً آخر خصوصاً بعد ما ضاق ذرعاً من إدارة فتح وعناصرها الذين هم واقعاً مشغولون في متابعة مصالحهم وأعمالهم المختصة مع الطرف الإسرائيلي أكثر من شغل القضية الفلسطينية نفسها كما يشعر به الشارع الفلسطيني داخل أصحاب المخيمات وغيرها. الشعب الفلسطيني قال كلمته في هذه الانتخابات وعلى الجميع بمن فيهم الرئيس الأميركي جورج بوش ان يحترم إرادة شعب في اختياراته لأن هذه التصريحات لا تعبر عن شيء جديد سوى السياسة المنحازة لـ «اسرائيل» التي تعود العرب عليها منذ 50 عاماً في دعمهم اللامنتهي لهذا الطرف الذي ظل قرابة قرن يتراقص على مستقبل شعب مازالت ارضه مسلوبة وحقوقه ضائعة في الشتات. وفي قراءة سريعة لما يدور على الساحة العربية فإن الحركات السياسية التي تغلب عليها الايدلوجية العقائدية مثل الحركات الإسلامية تمثل الشريحة العظمى من الشارع العربي وتصدر حماس قوائم الفلسطينيين الانتخابية لا يعبر عن حال فلسطينية فقط بل عن حال عربية تبحث عن بديل آخر بعد ان سئمت وجربت النماذج الأخرى... فالعجلة تدور ولكل مرحلة ناسها وظروفها... والوقت حان لدور الحركات والأحزاب الإسلامية