العدد 1243 - الإثنين 30 يناير 2006م الموافق 30 ذي الحجة 1426هـ

تدشين مكتبة الأمير بندر بن سلطان بأصيلة

الرباط-المصطفى العسري 

تحديث: 12 مايو 2017

دشن العاهل المغربي الملك محمد السادس الأسبوع الماضي ببلدة أصيلة بشمال المغرب مكتبة الأمير بندر بن سلطان . وتعود فكرة هذا المشروع الذي يكرس سمعة مدينة أصيلة كملتقى للثقافات والفنون إلى العام 1997، وكان الأمير بندر بن سلطان لدى حضوره حينئذ المهرجان الثقافي لأصيلة قد اقترح القيام بمشروع ثقافي يكون منسجما مع المسار الثقافي والإبداعي للمدينة، وهكذا ولدت فكرة مكتبة أصيلة التي قرر العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني أن يطلق عليها اسم مؤسسها «مكتبة الأمير بندر بن سلطان». وقد قام المشرفون على إنجاز هذه المعلمة الثقافية والتي تعتبر أكبر مكتبة من نوعها في المغرب بزيارة الكثير من المكتبات العريقة في عدة بلدان أوروبية من أجل استيحاء المعايير الملائمة بهدف جعل هذا المشروع منجزة متميزة ومندمجة، وقد تم القيام بالدراسات المعمارية لهذه المنجزة التي دامت سنة بكاملها، بكيفية تجعلها مستجيبة لمتطلبات البحث العلمي ومتلائمة مع التقنيات المتطورة في مجال الاتصال . فمن هذا المنظور تم تصور مشروع مكتبة «ميدياتيك أصيلة» لتمكين الباحثين من وسائل التواصل مع كبريات المكتبات العالمية عبر شبكة الأقمار الصناعية .وتمت إقامة هذه المكتبة الممتدة على 5000 متر مربع من طابقين اثنين، وأعدت على أساس الاستعمال الأفضل للضوء الطبيعي ومعمار منسجم تماما مع محيطها العربي اللاتيني. وتتوافر المكتبة التي يمكن أيضا أن تكون فضاء لمختلف الأنشطة الثقافية، على قاعة للتظاهرات الكبرى مجهزة بتقنيات متطورة في مجال العرض والترجمة الفورية لأربع لغات، كما تضم المكتبة ثلاث قاعات للمحاضرات ومطعما يتسع لنحو مئة شخص وقاعة للأطفال وأخرى للدوريات وقسم للمخطوطات ومقهى للانترنت مزودة بتجهيزات معلوماتية فائقة التطور وقاعة كبرى للمطالعة. ومن أجل إدماج هذا المبنى في محيطه تمت تهيئة فضاءات خضراء محيطة بالمكتبة مع حديقة في المدخل الرئيسي. أطلق عليها خلال الموسم الثقافي لأصيلة السنة الماضية اسم المفكر المغربي الراحل محمد عزيز الحبابي. على صعيد آخر، وشح وزير خارجية المغرب محمد بن عيسى الذي يرأس مؤسسة منتدى أصيلة، بالوسام الكبير للامتياز الاكاديمي من طرف رئيس الأكاديمية الإسبانية الأميركية للآداب والعلوم في كولومبيا هوراسيو غوميز أريستيزابال ببوغوطا. وفي كلمة له بالمناسبة أبرز بن عيسى الدور الأساسي للثقافة في ترسيخ روابط الصداقة والتعاون بين الشعوب، مشيرا إلى أن المغرب وكولومبيا مهدي الثقافة والحضارة يتقاسمان القيم النبيلة للتسامح والحوار والتشاور والسلم نفسها. رئيس الدبلوماسية المغربية أعرب عن أمله في ان تظل روح المودة والاخوة والرغبة الصادقة التي تحذو مسئولي الاكاديمية الاسبانية الاميركية بمثابة حافز إضافي لتعزيز التعاون البناء القائم بين المغرب وكولومبيا، ولاحظ بن عيسى أن المغرب يظل البلد العربي الأقرب إلى القارة الأميركية، والبلد العربي الوحيد الذي يتحدث ستة ملايين من سكانه اللغة الإسبانية. وبدوره أبرز غوميز أريستيزابال ما يتحلى به بن عيسى العضو الجديد في الأكاديمية الإسبانية الأميركية للآداب والعلوم من صفات، والذي أصبح واحدا من أعضائها المرموقين من شخصيات سياسية وثقافية لاتينو أميركية، مثل الرؤساء السابقين لكل من بوليفيا فيكتور باز إستينسورو والاكواتور رودريغو بورخا وفنزويلا رافائيل كالديرا. وأضاف أريستيزابال «إننا نكرم اليوم محمد بن عيسى ومن خلاله المملكة المغربية العظيمة، هذه الأمة الرائدة في شمال إفريقيا، والتي شكلت جسر عبور لكل حضارة العصر الوسيط نحو الغرب»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً