هذه رسالة عاجلة نرسلها إلى وزير الإعلام آملين أن يحقق ما فيها والذي نعتقد أنها غير مستحيلة ولا هي ضرب من الخيال، بل هناك مساحة كبيرة من التفاؤل للوصل إلى ما نصبو إليه جميعا في ظل المنافسة القوية بين الفضائيات في دول مجلس التعاون والدول العربية. يا سعادة الوزير، القناة »الرياضية« اليوم تمر بظروف صعبة للغاية ونستطيع أن نجزم القول إنها تحتضر، ولكي تنقذها من هذا الاحتضار نطالبك بما أنك في أعلى الهرم وأنت من تملك القرار السريع والعاجل ومن دون تردد في وضع الحلول الجذرية لإنقاذها من الغيبوبة التي هي عليها الآن، ولابد من التحرك الإيجابي العاجل، ولابد من حال الاستنفار لتجديد البنية التحتية كاملة والعمل على تطويرها بوضع تصورات أساسية عبر الاستراتيجية الواضحة للعمل اليومي بعيدا عن الروتين القاتل بسبب الإمكانات المتواضعة. هناك سؤال يراود الجميع ويحتاج إلى إجابة شافية وواضحة: لماذا نحن دائما متأخرون عن أشقائنا الأعزاء في مجلس التعاون؟ولماذا نحن دائما يطرقنا الأمل لكي نصل إلى مستويات هذه الدول مع أننا تقدمنا عليها في البدء الكروي والرياضة عموما؟ يا سعادة الوزير، منذ السبعينات ونحن نعاني من ضعف الدور الإعلامي لهيئة الإذاعة والتلفزيون، إذ كنا في تلك الحقبة من الزمان نتلهف شوقا في نقل المباريات النهائية عبر المذياع )الراديو( ويكون ذلك اليوم بالنسبة إلينا يوماً مميزاً، ففي الوقت الذي تنقل فيه جميع المباريات من دون استثناء في دول المنطقة، وأذكر الكويت والسعودية، إلى جانب التلفزيون، بينما نحن نعتبر نقل المباراة في الإذاعة من الإنجازات التي تحسب لوزارة الإعلام، حتى توالت الأيام وفي ظل النقل التلفزيوني للمباريات بدأنا نحن في النقل المباشر على الإذاعة مع محاولات خجولة لنقل مباريات نهائي كأس الأمير آنذاك على الهواء مباشرة، ويا لها من سعادة غامرة لهذا التحول الكبير والنقلة النوعية، ولكن أين نحن من دول المنطقة في ذلك الوقت التي كانت فيها تلك الدول تعرض البرامج الرياضية والتحليلات الفنية للمباريات، بينما نحن بعيدون عن هذا الوضع؟ وفي هذا القرن يا سعادة الوزير والثورة الإعلامية الهائلة عبر الفضائيات المختلفة التي تتنافس بقوة على نقل المباريات العالمية الحصرية على تلك القناة وهذه القناة، ولكننا في ظل هذه الأجواء قمنا بافتتاح القناة الرياضية الفضائية بعمل ضعيف وإمكانات متواضعة كادت أن تعصف بأحد أبناء الوطن عندما تعرض المخرج الرياضي أحمد عاشور لوعكة صحية شديدة جاءت بعد الجهد الكبير الذي بذله مع ثلة قليلة من العناصر البشرية المخلصة أيضاً في سبيل إخراج القناة في أفضل حلة، ولكن اليد الواحدة لا تصفق والحمدلله على لطفه عندما حفظ لنا هذا المخرج العزيز والغيور والمخلص ولا نريد أن يتعرض عزيز آخر لمثل هذه الظروف، ولذلك نناشدك يا وزير الإعلام أن تضع النقاط على الحروف، وأن تتدخل شخصيا لتطوير هذه القناة وتوفير موازنة خاصة لها تلبي احتياجاتها الأساسية وتخرج بالشكل الذي يرضي الجميع وتدخل بقوة للمنافسة مع دول المنطقة عبر استراتيجية التطوير الواضحة والتغيير الكامل من دون خلط الأوراق أو التداخل في مهمات العمل، ولابد أيضا من إعداد كادر عمل متكامل ذي كفاءة عالية وكل يعمل بحسب تخصصه وبروح جماعية. إلى ذلك يا سعادة الوزير، نطالب أن تظهر صورة القناة مغايرة ومختلفة تماماً لما عليه الآن عبر التنويع في البرامج الجماهيرية وأن تكون هناك أفكار وابتكارات إبداعية في العمل واجتهاد متميز لكي نصل إلى الطموح بشكل أكبر إن أردنا مجاراة الفضائيات الأخرى. وثقتنا في شخصكم يا سعادة الوزير أن تتحرك من أجل الصالح العام ورفعة سمعة الوطن عبر التطوير إلى الأفضل.
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 1242 - الأحد 29 يناير 2006م الموافق 29 ذي الحجة 1426هـ