عندما يدرك المسلمون سبب خروج الإمام الحسين (ع)، سيعون جيدا أن هذا الرجل العملاق ليس حكرا على طائفة من طوائف المسلمين، وسيعون أن الهدف الذي خطط له صاحب هذه النهضة العصماء يسع الجميع مسلمين وغير مسلمين ناهيك عن طائفة دون أخرى. مشكلتنا نحن المسلمين هي أننا نتفق في كثير من المعتقدات والمفاهيم، ونختلف في بعضها إلا أننا نمر سريعا على مواطن الاتفاق ونتركها خلف ظهورنا، ونحط رحالنا عند مواطن الاختلاف لنحولها إلى خلاف، وكأننا «أسلمنا» لنحارب بعضنا بعضا وليس لنسالم بعضنا بعضا. النهضة الحسينية الخالدة هي إحدى محطات التجمع والتقريب بين المسلمين هذا لو أن هذه الثورة تم النظر إليها بعين لا تشوبها أوساخ الطائفية، وأدران المذهبية، والعشر الأوائل من شهر محرم الحرام هي موسم الإسلام، وهي محطة يمر بها المسلمون في كل عام فمنهم من يتزود منها بزاد الانتصار إلى حفيد رسول الله (ص)، ومنهم من يتزود منها بزاد محاربة هذا السبط الذي وجد دمه رخيصا في سبيل الإسلام. يمكن للمسلمين أن يسالموا بعضهم بعضا في هذه العشر ليال لو أرادوا ذلك، حتى يعيشوا أخوة كما أراد الله لهم ذلك، ويمكن لهم أن يجلسوا جميعا في مدرسة الحسين متزاحمين بالركب لتدارس هذا العطاء الفياض الذي نهل منه غير المسلمين حتى قال غاندي قولته الشهيرة «علمني الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر»... فانتصر غاندي ونحن لا نزال نخطط للانتصار على بعضنا بعضا غير مدركين شمولية هذا الرجل واتساع ثورته ونهضته الخالدة التي كلما حاولنا الابتعاد عن أهدافها السامية عادت في عاشوراء كل عام لتذكرنا أنها خالدة خلود الدهر، وباقية بقاء الحياة، تستجدي منا الاستلهام من بحرها الواسع، ومن فضائها الرحب، ومن عطائها الغزير، فهل نعي
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1242 - الأحد 29 يناير 2006م الموافق 29 ذي الحجة 1426هـ