في هذه الأيام... ومع قرب موعد الانتخابات النيابية... أصبحت الترشيحات والتنبؤات للترشيح والفوز بمقعد في المجلس النيابي هي التي تطغى على معظم أحاديث المجالس والتجمعات الفكرية في الأندية والمقاهي...
بالأمس... كنت جالساً مع عدد من الأصدقاء عندما كانوا يتناقشون ويوزعون كراسي مجلس النواب... وفي يد أحدهم جريدة بحرينية تقول إن الوفاق يضمن الفوز بعدد 17 مقعداً في المجلس القادم... والآخر يقول إن الأصالة تضمن كذا كرسي، والمنبر يضمن كذا، والباقين كذا... وكذا...
إلتفت لي أحدهم وسألني إن كان صحيحاً دخول أي شخص من عائلتي في الانتخابات النيابية ممنوع؟... قلت له: ليس لدي علم بذلك ولا اناقشه... أحد الأصدقاء قال بأنه ممنوع حسب القانون... وشخص آخر قال إنه ممنوع حسب العرف... والثالث قال إن كان ممنوعاً في المجلس النيابي فلماذا يكون مسموحاً في مجلس الشورى؟.
في الواقع أنا لا أتكلم كثيراً في هذا الموضوع... وليس من اختصاصي ولا من طبعي أن أدلي بدلوي وأقول رأيي في موضوع لا تكون الصورة فيه واضحة لي... وإذا كان هناك جهة تعلم عمن يسمح له بالترشيح ومن لا يسمح له فهي بالتأكيد الجهاز المركزي للمعلومات... وعادة ما يكون السماح والمنع صادراً بمرسوم ملكي...
عائلتي كانت سباقة في أمور التجارة... ومنذ قديم الزمان كانت لديها الكثير من سفن الصيد واستخراج اللؤلؤ والمتاجرة في بيعه... ومع اكتشاف النفط في البحرين ودخول المزيد من الأموال كان الكثير من أفراد عائلتي يتاجرون... ومع دخول السيارات وتجارتها كان بعض من أفراد عائلتي وكلاءهما... ولكن...
ولكن كان هناك بعض الحسودين الذين لا يعجبهم نجاح الآخرين... هم يحبون النجاح لأنفسهم فقط... ولأقربائهم ومن حولهم فقط... هم يعتبرون نجاح الآخرين فشلاً لهم... فقط لأن النجاح لم يتم عن طريقهم... لذلك نشروا مقولة «أما شيخ وأما تاجر»... وإبتدأوا يتناقلون هذه الكلمة في كل مكان وكل مجلس... وأوصلوها لأعلى سلطة موجودة في ذلك الوقت...
كانوا يغارون من الناجحين... لذلك فرضوا على التجار من عائلتي مبدأ التخلي عن تجارتهم ووكالتهم... كم من وكالة للسيارات ذهبت وكم من وكالات أخرى ذهبت... ذهبت إلى أناس آخرين من دون وجه حق ومن دون أي قانون... فقط العرف... ولم يبق في السوق أحد... والذي بقى أصبح يتندر به الآخرون... وكل هذا جرى بدون أي قانون... فقط العرف...
بعد مضي غير قليل من الزمن... تفهم الكثير من عائلتي سوء نية من أطلق هذا المقلب... ونفضوا الغبار عنهم ودخلوا السوق من جديد وأصبحوا من التجار الناجحين... أقوياء في أعمالهم... وأقوياء في حياتهم الاجتماعية... ولا يوجد في حياتهم الآن أي تصديق للعرف... ولكن القانون هو سيد الموقف...
الذي خرج من السوق بسبب العرف والأعراف خسر الكثير... ولم يعوضه أحد... ولا يوجد من يعوضه أو يعوض ورثته الآن... وتم نسيانه... والذي سوف يخرج في هذا الوقت من أي سباق أو تحد أو تجارة أو انتخابات نيابية وبلدية بسبب العرف فقط... فإنه خسران وسوف يخسر أكثر عندما يصدق بأننا بلد نعترف بالأحكام العرفية...
صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم حفظه الله وأبقاه... وأطال في عمره المديد... أرسى لدينا دولة القانون الحديثة والتي تعتمد على القوانين والمراسيم الملكية الموضحة لها...
ومن أراد أن يحدثني عن أمر فليأت لي بقانون أو مرسوم...
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ