العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ

عاشوراء تظاهرة علمية واقتصادية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أيام عاشوراء هي أيام الله. أيام تتجسد فيها البطولة للإمام الحسين (ع) ، وهي شعيرة مهمة يجب الاحتفال بها وتركيزها في وعي المجتمع. قبل أسابيع طرح الباحث البحريني جعفر العمران بصورة موضوعية بحثا عن أهمية هذه الشعيرة وعن ضرورة الاحتفال بها وركز أيضاً على ضرورة ترشيد الإنفاق في موسم عاشوراء انطلاقا من الآية الكريمة «كلوا واشربوا ولا تسرفوا» (الأعراف: 31). البحث علمي موضوعي يستحق عليه التقدير والثناء. والباحث العمران يعد من الطاقات البحرينية الواعدة والذي دائما ما يركز في غالبية بحوثه على لغة الأرقام والحقائق. الشهيد مطهرى ركز عبر كتابه «الملحمة الحسينية» على ضرورة إحياء الشعيرة باسلوب متوازن وعلمي ومنطقي وعلى حد تعبيره (حتى لا نبكي على كربلاء ثانية). إن عملية ترشيد الإنفاق الموضوعي التي طرحها الباحث جاءت ضمن هذا السياق. وترشيد الإنفاق سياسة يتبعها كثير من الاقتصاديين والشركات والدول فما الضير في ذلك؟ هناك مبالغات في الصرف ودعوة الآية بعدم الإسراف عامة وشاملة لكل شيء. نتمنى من الباحث أن يكثر من هذه البحوث العلمية التي تزيدنا ثراء ومعرفة. موسم عاشوراء موسم مهم يجب أن نبحث عن الخطيب الذي يتكلم بلغة الأرقام لا بلغة الإنشاء والتحليق في الهواء. يتكلم بلغة العقل لا فقط العاطفة. يعالج آلام المجتمع بأسلوب علمي وليس انفعاليا. لماذا لا نكرر نمط الوائلي ولا أحد يزايد عليه وقد كان يتكلم أيضاً على مسألة إزالة المبالغات ويدعو للإنفاق بطريقة غير مسرفة. نبحث عن الخطيب الواعي والعصري والقارئ للعلوم الإنسانية والمتفهم لمشكلات الشباب. ويجب على الخطيب أن يركز على الملفات المهمة ويعالجها بمنطق لا بخطب عصماء مليئة بالمزايدات والتركيز على الوحدة الإسلامية مسألة ضرورية مع احترام الخصوصيات الثقافية. إن الحسين مظلة إنسانية فيجب أن يكون الخطاب إنسانيا توعويا. أهم نقطة تحتاج إلى دراسة هو الإسراف في بذل الطعام. فلو كل قرية اتفقت مآتمها على التعاون في ذلك لا يكن أن يقيموا الولائم للناس ويحتفظوا ببقية المال لصالح مشروعات علمية تنطلق من ذات المآتم ولصالح المشروعات الثقافية المنطلقة من المآتم. إن الإنفاق والتبذير على مشتريات السوق أسلوب خاطئ، لكن هذا لا يبرر الإسراف في المواقع العبادية على البوسترات أو على النشريات أو لأخ والقرى مليئة بالفقراء وتعج بالمعوزين. يجب أن نفكر كيف نقوم بتقوية أنفسنا اقتصاديا وثقافيا وعلميا وهذه مسألة مهمة. كيف نعطي مظهراً إسلامياً متوازناً ووسطياً. الإمام الحسين يقودنا للعلم والمعرفة والإنسانية وتفهم العصر. هناك قطاعات كبيرة من الشباب فقدناهم فيجب أن نفكر كيف نعيدهم إلى الإسلام. هربوا بسبب تكرار الخطاب غير العلمي. نريد خطابا كخطاب الوائلي وأمثاله من الخطباء العلماء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً