اجمع مجلس الشيوخ الأميركي أمس على إحالة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن عشية اجتماع لندن، بينما حذرت إيران بريطانيا وأميركا بأنها سترد على أي هجوم بالصواريخ الباليستية في وقت سمحت لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش موقع «لاويزان» العسكري السابق. وأشاد قرار تبناه مجلس الشيوخ من دون مناقشة «بجهود الترويكا الأوروبية» بشأن الملف «ودعا بإلحاح مجلس حكام الوكالة الدولية» إلى إحالة الملف على مجلس الأمن. كما دعا جميع أعضاء المجلس لا سيما روسيا والصين إلى «أن يأخذوا في الاعتبار» أي تقرير بشأن عدم احترام إيران التزامتها. كما تحدث الرئيس الأميركي جورج بوش عن «الامكان الحقيقي» لفرض عقوبات على إيران، وكرر قوله إن اللجوء إلى القوة العسكرية «خيار» لكنه «الأخير». وخففت أميركا من دعمها للاقتراح الروسي، مشيرة إلى أنها لا توافق على «كل التفاصيل». في غضون ذلك، استبعدت أميركا أي اتصال من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس بالمندوب الإيراني إلى المؤتمر الدولي بشأن أفغانستان الأسبوع المقبل في لندن. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن احتمال فرض «عقوبات اقتصادية» على طهران. بينما اعتمد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو لهجة مخففة حيال برنامج إيران وقال إن المحادثات يجب أن تسفر عن تسوية تسمح لإيران بالحفاظ على كرامتها الوطنية. وأوضح أن المفاوضات مع إيران صعبة للغاية إلا أن الدبلوماسية هي الطريق الوحيدة. وأضاف «يجب أن نتوصل إلى صفقة تمكن الطرفين من الخروج منها برؤوس مرفوعة وليست مطأطأة». وأشار إلى أن المكلف الملف النووي الإيراني علي لاريجاني سيلتقي بالمسئولين البريطانيين غداً الاثنين لمناقشة المسالة. في المقابل، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني يحي رحيم صفوي بريطانيا وأميركا من أن بلاده سترد بالصواريخ، إذا تعرضت لأي هجوم. وأضاف «العالم يعرف أن إيران لديها قوة صاروخية باليستية يصل مداها إلى ألفي كيلومتر». وتزامن ذلك مع سماح إيران لمفتشي الطاقة الذرية بزيارة موقع «لاويزان». وأكد دبلوماسيون من فيينا تعهد طهران بشأن ذلك عبر وثيقة أرسلتها مطلع الأسبوع إلى أحد المدراء المساعدين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي توجه في أعقاب تلقي هذه الوثيقة إلى طهران.
العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ