أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أمس عن استعداد الحركة لتوحيد سلاح المقاومة الفلسطينية وتشكيل جيش فلسطيني يحمي حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني. وقال مشعل في مؤتمر صحافي حضره حشد إعلامي كبير في فندق سمير أميس وسط دمشق أحاطت به إجراءات أمنية مشددة موجها الخطاب للإدارة الأميركية: «نحن مستعدون لتوحيد السلاح الفلسطيني وللوصول إلى توافق فلسطيني ولعمل جيش واحد مثل كل الدول المستقلة للدفاع عن شعبنا ضد العدوان ويسعى لاسترداد الحقوق الفلسطينية، سنتفاهم مع الإخوة في المنظمة». وأضاف مشعل أن الحركة مستعدة لدمج الفصائل المسلحة بما فيها جناحها العسكري لتشكيل جيش للدفاع عن الشعب الفلسطيني. موضحاً أنه إذا كان سلاحهم مشكلة «نحن مستعدون أن نعمل جيشاً، فلنبدل سلاحنا، سلاح المقاومة بإقامة جيش كأي دولة أخرى». وأضاف «بالنسبة لموضوع كتائب (عزالدين القسام) لم يكن هناك تحولا وظيفيا، الشكل قابل للتغيير، اليوم هناك أجنحة عسكرية، غداً قد نتوافق فلسطينيا فنشكل منهم جيشا فلسطينيا للمقاومة. أجنحة عسكرية تتحول إلى أجهزة أمنية». وتابع «القوى العسكرية الفلسطينية المتواضعة هي تحمي شعبها، وتقاوم الاحتلال هذا هو الدور، هذه هي المسئولية». وأكد «أن فوز (حماس) بالانتخابات الذي يسميه البعض زلزالا أو تسونامي من زاوية حجم التغير والتأثير، ولكنه لا يحمل دلالة المصطلح من حيث التدمير فالذي حدث هو تحول مبارك عبرت عنه الإرادة الفلسطينية الحرة فهو ليس زلزالا وإنما هو تعبير صادق عن الإرادة الفلسطينية». وقال إن «حماس» رفعت شعار التغيير والتحديث في حملتها ورفعت شعار المقاومة ولاتزال ترفعه وتتمسك به. وتوجه بالشكر لأبومازن، إذ التزم بإجراء الانتخابات قائلاً «نحن فخورون بالتجربة الديمقراطية الفلسطينية وأدعو كل جماهير الشعب وقواه أن تظل على هذا الطريق ونقدم صورة عظيمة للأمة». وأكد أن الفوز لم يكن مفاجئا لـ «حماس»، فـ «حماس» خططت لهذا الفوز وهي تمضي في طريق متسلسل الخطى والمراحل ولديها أهداف استراتيجية وأردنا أن نحقق من خلاله 3 أشياء وهي الإصلاح إصلاح الواقع الفلسطيني وتغييره إلى الأفضل من أجل الشعب الفلسطيني ولتخفيف آلامه ولحماية المقاومة التي صنعتنا وثالثا لترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته لتقوم على الشراكة. وقال «سنصل سريعاً لمنظمة التحرير الفلسطينية». وأضاف مشعل «أن نسبة الفوز كانت أعلى مما توقعه الكثيرون. و(حماس) تملك غالبية برلمانية وستقوم بالخطوة الأولى وهي التشاور فلسطينيا مع الأخ أبومازن والإخوة في (فتح) وجميع الشخصيات الفلسطينية من أجل التوافق أو الوصول إلى صيغة الشراكة الوطنية في إدارة القرار الفلسطيني وبدأنا التشاور وستكون هناك لقاءات مع الأخ أبومازن وسنصل إلى صيغة شراكة وطنية». وتابع قائلاً «والخطوة الأخرى سنبدأ سريعا بتنفيذ خطوات الإصلاح والتغيير التي وعدنا بها شعبنا العظيم والخطوة الثالثة هي التواصل مع المحيط العربي والإسلامي والدولي من أجل التفاهم على طبيعة المرحلة ومتطلباتها». وأكد مشعل أن الحركة بدأت اتصالات مع عدد من القادة العرب ومنهم أمير دولة قطر والرئيس اليمني والرئيس السوري وآخرون بالإضافة لقيادات إسلامية كبيرة. وقال: «نحن معنيون بمحيطنا العربي والإقليمي وستكون هناك اتصالات مع العالم الأوروبي وغيرهم». مضيفاً أن «حماس» ستفعل ذلك وهي تحمل كل الهم الفلسطيني وستتواصل مع الناس لنتقول لهم ماذا يريد الشعب الفلسطيني وسنكون أمناء على تمثيل والدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومنها 9000 أسير في سجون الاحتلال وسنمارس خطواتنا للإفراج عنهم». وأكد أن «حماس» لن تكون وحدها «ونحن على ثقة أننا سنكون مع غيرنا وغيرنا سيكون معنا، والإخوة في حركة (فتح) ربما يكونوا قد استعجلوا ونحن نقدر حساسية الظرف ولكننا ما زلنا نمد يدنا إليهم ونقول لهم نحن بحاجة لبعضنا الآخر لأننا نريد المصلحة الفلسطينية». وقال إن البعض يسعى «لإفشالنا و(حماس) تريد مصالح شعبها، مخطئ من يراهن على فشلنا، (حماس) نجحت في المقاومة وستنجح في سياسة الإصلاح والتغيير». وقال إن «حماس» ستنجح وستنتصر لأنها تملك إيمانا وإرادة وتستند إلى إرادة شعبية وهذا يعطينا قوة». ونفي أن تكون «حماس» في ورطة أو في مأزق قائلا «جئنا لنكون شركاء. المجتمع رفع شعار الديمقراطية فليحترم نتائج الديمقراطية». وقال إن «(حماس) تدرك متطلبات المرحلة وتدرك أنها تواجه تحدياً كبيراً». وقال إن الشعب الفلسطيني اختار «حماس»، اختارها على برنامجها «نحن لم نخدع الشعب الفلسطيني، الشعب قال لا لكل الضغوط الخارجية واختارنا عن وعي». وقال مشعل إن «حماس» لن تقبل أن تحشر في عامل الزمن مضيفا أن المرحلة اليوم مازال يتحمل مسئوليتها الناس الموجودون في السلطة والناس الذين قدموا استقالتهم المرحلة الانتقالية يتحملها أصحاب تلك المرحلة مع أننا لا نخلي مسئوليتنا. «أي تعطيل أو خلق أزمات يتحملون هم مسئوليتها». وعن المساعدات الأوروبية والتهديد بوقفها قال مشعل مخاطبا الأوروبيين: «يكفي أنكم صنعتم المأزق الفلسطيني والمعاناة الفلسطينية بدعمكم لـ «إسرائيل» فلا تعاقبوا الشعب الفلسطيني لأنه اختار بإرادته الحرة، إذا أردتم معاقبته لأنه مارس الديمقراطية فعلى الإدارة الأميركية أن تعاقب الشعب الأميركي لأنه اختار بوش، هذا خلط للمفاهيم، شعبنا الفلسطيني لن يعيش على التسول ومن حقه أن يتم دعمه اقتصاديا لأنه يعيش تحت الاحتلال. على العالم أن يدعم الشعب الفلسطيني لا أن يعاقبه، ومع ذلك الشعب سيبدأ مسيرة اقتصادية جديدة». ودعا الدول العربية والإسلامية لمساعدة الشعب الفلسطيني. وأشار إلى أن البعض متخوف كيف ستدير «حماس» المرحلة وبأي سقف سياسي وهل ستستعمل الأدوات السابقة نفسها موضحا أن «عملية التسوية التي راهنوا عليها لم تنجح بل هي متأزمة». ودعا لاستغلال هذا الحراك (فوز حماس) لتشكيل رؤية سياسية نتفاهم عليها فلسطينيا وعربيا ونحملها معا للمجتمع الدولي. وأكد أن الجميع فائزون في الانتخابات في مسعى لطمأنة أعضاء فتح «وأدعو فتح لتحمل الخسارة بروح رياضية فكلنا كسبنا كفلسطينيين». وجدد التأكيد على أن المقاومة حق طبيعي.
العدد 1241 - السبت 28 يناير 2006م الموافق 28 ذي الحجة 1426هـ