اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أمس في مؤتمر صحافي عقده في دمشق أن الحركة ستتعامل مع مسار اوسلو بـ «واقعية شديدة»، مضيفا أن عدم الاعتراف بـ «إسرائيل» لا يعني عدم «القيام بخطوات تراعي ظروف الواقع ومتطلباته والمرحلة» القائمة. وقال «لدينا سلطة نشأت على أساس اوسلو وسنتعامل مع هذا الواقع بواقعية شديدة ولكن بشكل لا ينتقص مع حق شعبنا». وأضاف أن «حماس» «لا تخضع للضغوط بالنسبة إلى مسألة الاعتراف بـ (إسرائيل) لأن الاحتلال لا شرعية له ولن نتخلى عن حقوقنا». وأعرب مشعل عن استعداد الحركة لتوحيد سلاح المقاومة الفلسطينية وتشكيل جيش فلسطيني يحمي حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني. إلى ذلك، رفض القيادي في «حماس» إسماعيل هنية الدعوات الدولية كي تنزع الحركة سلاحها أو تواجه قطع المساعدات الدولية الحيوية التي تحصل عليها السلطة الفلسطينية، مشيراً إلى انه يمكنها البحث عن موارد بديلة للتمويل في العالم العربي ومناطق أخرى. إلى ذلك أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس قراراً بفصل ستة من أعضاء المجلس الثوري لحركة «فتح» الذين رشحوا أنفسهم مستقلين للانتخابات، بينما اقتحم نحو أربعين ناشطا مسلحا من «فتح» مقر المجلس التشريعي وتمركزوا على سطحه وهم يطلقون النار، فيما تظاهر نحو ثلاثة آلاف ناشط بالحركة في نابلس مطالبين باستقالة قيادتها، رافضين أيضا أية مشاركة في الحكومة التي ستشكلها «حماس».

.

عباس يقيل 6 من قادة «فتح» بعد خوضهم الانتخابات كمستقلين

استمرار احتجاجات «الفتحاويين» و«إسرائيل» تمنع نواب «حماس» من التنقل

اقتحم نحو 40 ناشطاً مسلحاً من حركة «فتح» أمس مقر المجلس التشريعي في رام الله وتمركزوا على سطحه وهم يطلقون النار. وقال قائد كتائب «شهداء الأقصى» في رام الله رمزي عبيد «جئنا اليوم لنرفع العلم الفلسطيني الذي شرف الأمتين العربية والإسلامية». وأضاف «سنعلمهم (حماس) فن المعارضة، وسنحول جيش السلطة ميليشيات مسلحة تقودها كتائب (شهداء الأقصى) وسنسعى لاستبدال الماكينات العفنة في قيادة (فتح) بكوادر شريفة». وتابع عبيد «سنحمي رئيس السلطة الوطنية الأخ أبومازن لأنه من حركة (فتح)». وفي نابلس تظاهر نحو ثلاثة آلاف ناشط من «فتح» وعشرات المسلحين من «شهداء الأقصى» أمس مطالبين باستقالة قيادة الحركة. ورفض المتظاهرون أيضا أية مشاركة لـ «فتح» في الحكومة التي ستشكلها «حماس». من جهة أخرى، أعلن عضو اللجنة المركزية للحركة نبيل شعث أمس أن الحركة لم تقرر بعد نهائياً وبشكل رسمي موقفها إزاء المشاركة في الحكومة الفلسطينية المقبلة. وقال شعث خلال مؤتمر صحافي عقد في غزة إن «فتح» تفضل أن تكون في المعارضة وليس في الحكومة مضيفاً «ولكننا لن نكون معارضة انقلابية بل سنكون معارضة ملتزمة وبناءة». وأعرب شعث عن اعتقاده بأن «فتح» و«حماس» ستعملان سوياً «في إطار المشاركة السياسية البناءة والعمل المشترك والنوايا المشتركة الطيبة» مضيفاً «ولكن حركة (فتح) لن تتخلى ولا بأي حال من الأحوال عن مشروعها الوطني». وأضاف «سنشارك في السلطة من خلال الصلاحيات الممنوحة للرئيس محمود عباس ومن خلال دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية والتي ستبقى تحت إطار المنظمة وليس تحت إطار أية جهة أخرى». وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام أكد في وقت سابق أمس أنه، إذا قامت حركة «حماس» بتشكيل حكومة تستند إلى برنامج «مقاومة الاحتلال» فإن حركته ستدرس بشكل جدي مسألة المشاركة فيها. وفي سياق متصل، أصدر الرئيس الفلسطيني قراراً بفصل 6 من كبار قادة «فتح» الذين خاضوا الانتخابات التشريعية بشكل مستقل خارج إطار قوائم الحركة الرسمية. والذين تم فصلهم من أعضاء المجلس الثوري لفتح التي تعتبر أعلى هيئة تنفيذية في «فتح» هم: برهان جرار، أحمد الديك، فايز زيدان، سليم الزريعي، ناهض الريس وفخري شقورة. كما قرر عباس اتخاذ الإجراءات نفسها بخصوص أبناء الحركة الذين لم يلتزموا بهذا القرار. وفي موضوع آخر، أعلن مسئول في وزارة الدفاع الإسرائيلية أمس أن «إسرائيل» لن تسمح لنواب حركة «حماس» الذين فازوا في الانتخابات التشريعية الأخيرة بالتنقل بحرية بين قطاع غزة والضفة الغربية. وكان جلعاد يرد على سؤال بشأن امكان انتقال نواب «حماس» المنتخبين في قطاع غزة إلى رام الله إذ مقر المجلس التشريعي الفلسطيني. وسئل عن مصير رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل الذي يعيش في المنفى في حال عودته إلى الأراضي الفلسطينية، فأكد جلعاد انه «سيعتقل فوراً في حال دخل منطقة تخضع للسيطرة الإسرائيلية». لكنه لم يوضح مصير مشعل إذا دخل قطاع غزة عبر معبر رفح الخاضع لإشراف مصر والفلسطينيين