بات من المؤكد أن الصراع بين المقاومة العراقية وجماعة الزرقاوي قد دخل مرحلة «اللا عودة» وأقترب «يوم الحساب»، إذ تحول الصراع الصامت بينهما الى استعدادات عسكرية للمواجهة المقبلة. هذه الانعطافة جاءت بعد الإعلان «التاريخي» لست فصائل عراقية مسلحة شن الحرب على جماعة الزرقاوي التي باتت نقطة الضعف في خاصرة حلفاء الأمس، ومطاردة عناصرها عبر «خلايا الشعب» المسلحة التي تم تشكيلها في المنطقة الغربية أخيراً بدعم حكومي وضوء أخضر أميركي. والذي عزز هذه الانعطافة موقف هيئة علماء المسلمين التي أدانت فكر وأسلوب الزرقاوي خصوصاً في (تكفير إخوانهم) وقتل المدنيين على الهوية، كما عززها قرار تنظيم «حزب البعث» السري في إعادة تقييم المرحلة السابقة استعدادا لدخول العملية السياسية لاحقا وما يترتب على ذلك من مواقف جديدة. كل هذه مؤشرات على أن القطيعة مع «الجماعة» وهو خيار استراتيجي لهذه الأطراف وليس مجرد تكتيك آني، لتضييق الخناق على «الجماعة» التي باتت في عزلة حقيقية وفقدت أهم أسباب وجودها. الزرقاوي الذي تسلم الرسالة وفهم قواعد اللعبة الجديدة سارع للانتقال «حسب التسريبات» الى مدينة ديالى الحدودية مع ايران والمشهورة بكثرة بساتينها استعدادا لخيارين، أما العودة لقواعده السابقة عبر إيران أو مواجهة الجميع وهي مهمة عسيرة جداً. تطرف أفكار الزرقاوي ربما ستدفعه للخيار الثاني وهو بلا شك بداية النهاية لهذا التنظيم في غضون مدة ليست طويلة، خصوصا إذا رافق هذه المرحلة انفراجات سياسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وبعض الاشتراطات الأخيرة. عموما جميع المؤشرات تؤكد ان «الجماعة» باتت خارج اللعبة في المرحلة المقبلة ضمن صفقة كبيرة اعد لها بعناية و(حرفنة) لإعادة ترتيب البيت العراقي من الداخل والخروج من النفق لوقف نزيف الدم المجاني
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1240 - الجمعة 27 يناير 2006م الموافق 27 ذي الحجة 1426هـ