العدد 1240 - الجمعة 27 يناير 2006م الموافق 27 ذي الحجة 1426هـ

«حماس» تنتصر للقضية الفلسطينية

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

انتصرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأول للقضية الفلسطينية والشعب حينما أثلجت الصدور بفوزها بنحو 76 مقعداً من أصل 132 من مقاعد المجلس التشريعي. فبعد أن صبرت وصابرت الحركة الفتية على انفراد حركة «فتح» والحرس القديم بالحكم لنحو 13 عاماً منذ توقيع اتفاق اوسلو العام ،1993 وجاهدت الجبروت الإسرائيلي الشاروني بتقديمها الشهداء، ها هي «حماس» تقلب الموازين الإقليمية والدولية سلمياً. لم يكن فوز الحركة في الواقع مفاجئا فهو جاء نتيجة طبيعية للفساد الداخلي الذي اتسم به الحكم الفتحاوي الذي لم يكن يخفى على أحد، كما أن لتعثر عملية السلام التي توقفت منذ 6 سنوات علاوة على تردي الأوضاع الأمنية والحياتية عظيم الأثر على أنصار «فتح» الذين آثروا التصويت لـ «حماس» بدلاً من حركتهم. لقد أحدث هذا التسونامي فتنة كبرى وسط أعداء الأمة، فالجيش الإسرائيلي ذو العدة والعتاد ظل مذهولاً ماذا يفعل تجاه هذا الهجوم السياسي في وقت رف فيه رئيس الوزراء بالإنابة أيهود اولمرت الدمع كما أظهرت الصور. وفي الغرب أربك الزلزال الحماسي رؤساء الدول ووزراء خارجيتهم فجاءت تصريحاتهم متضاربة ما يظهر حال الخواء الفكري والجهل بشعوب الشرق الأوسط وماذا تريد بالضبط حينما يخلى بينها وبين صناديق الاقتراع. ففي الوقت الذي استبق فيه البيت الأبيض نتائج الانتخابات بأنه لن يعترف بـ «حماس الإرهابية»، عاد ساكنه جورج بوش ليمدح الحركة ويجير الموقف لصالح بلاده التي أطلقت «رياح الحرية في المنطقة». طبعاً انتصار «حماس» لم يأت من فراغ فهي ذات منهج إسلامي أصيل ولديها برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وهي أيضاً مدركة لما يجري حولها من متغيرات ومتطلبات محلية ودولية. لذلك في الوقت الذي ابتهج فيه الشيخ والشباب بهذا النصر لم يصل الأمر إلى درجة البطر، فسارع قادتها إلى التشاور مع بقية القوى وفي مقدمتها «فتح» من أجل تشكيل الحكومة، على عكس احتكار الأخيرة للسلطة. ولم تشترط الحركة استقالة الرئيس محمود عباس بل أعطته مكانته بأنه «رجل شق هذا الطريق الديمقراطي وأصر على إجراء الانتخابات في موعدها بطريقة نزيهة ولذلك قبلت بأن يبقى في منصبه». وعلى أي حال يجب على المجتمع الدولي النزول إلى إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار «حماس» ديمقراطياً، إن كان هذا المجتمع يؤمن فعلاً بمبادئ الديمقراطية التي يتشدق بها. فالحركة التي نجحت في المقاومة المسلحة وفي الأنشطة الاجتماعية والخيرية قادرة بعون الله على النجاح سياسياً ولا يتحقق ذلك إلا بنهج الصمود

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1240 - الجمعة 27 يناير 2006م الموافق 27 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً