في مباراة حذرة في شوطها الأول ومتوترة في شوطها الثاني وبعيدة عن الأداء الفني المتوقع لها، إذ خرج النصر الأصفر وفارس الغربية متقاسمين نقاطها من دون أن تكون هناك امتيازات فنية طوال شوطي المباراة ليعجز الفريقان عن إحراز أي هدف، فرفع الأهلي رصيده إلى (20 نقطة) والمالكية إلى (11 نقطة). بدأ المالكية المباراة بطريقة 442 (دفاع المنطقة) وأدى واجبه الدفاعي بشكل جيد، إذ كان حذراً في التعامل مع مجريات الشوط، ولم يجازف كثيراً في التوجه إلى الهجوم، وعمد مدرب الفريق المصري أحمد رفعت إلى وضع الموانع في وجه مصدر الخطورة في وسط الأهلي فتاي الذي أوكل المهمة إلى لاعب الفريق محمد علي الذي استطاع أن يمنع الماء والهواء وأن يمنعه من التصرف بالكرة بحرية، فغابت الخطورة عن الأهلي إلى جانب ذلك لم يعط بوشعيب الزنزون وعباس نصيف المجال لهداف الأهلي جون وحاصراه في هذه المنطقة ومنعوه بكل ما يملكونه من أسلحة مشروعة في إيقاف خطورته ونجحا بامتياز في هذه المهمة، إضافة إلى أن الفريق لعب بكثافة عددية في الوسط لكي لا يعطي الفرصة لوسط الأهلي بالعبور عبر الفراغات المتروكة. وعانى الأصفر كثيراً في هذا الجانب للدخول في جو المباراة وصار يلعب بشكل سلبي عبر التباعد ما بين صفوفه إلى جانب البطء الواضح في الجانب الأهلاوي أثناء انتقاله من منطقته إلى منطقة المالكية وفي التمرير لكراته فأعطى الفرصة لوسط المالكية أن يقف نداً للأهلي وشتت ذهنية تفكيره في صنع الهجمات. وكان هذا الشوط أيضاً حذراً من الفريقين وطغى عليه هاجس الجانب الدفاعي والخوف من ولوج هدف مبكر يبعثر الأوراق وخصوصاً المالكية، وكانت الأفضلية الفنية نوعاً ما للمالكية الذي اعتمد في كراته الهجومية على انطلاقات سيدحسن عيسى من الجهة اليسرى لدفاع الأهلي، بينما كانت الجهة اليمنى للأهلي أكثر سهولة للعبور، ولكن خان المالكية الحظ بالاستفادة من هذه المنطقة، ولم تسنح للمالكية هجمات ذات خطورة فعلية على رغم امتلاكه الكرة أكثر من الأهلي، إلى جانب وصوله إلى مرمى المالكية بصورة أفضل من الأهلي. وسنحت للأهلي خلال هذا الشوط ثلاث فرص تقريباً كان بإمكانه إحراز واحدة منها، إذ أضاع محمد حسين واحدة، وتسديدة لمحمود عبدالرحمن أمسك بها الحارس المتألق بثبات وأخرى للحجيري. والشيء الملفت للنظر هو ابتعاد محمود عباس عن زميله في الهجوم ووقوفه إلى جانب الحظ الجانبي (الشرقي) للملعب وكأنه لا تعنيه المباراة. وبدأ الشوط الثاني بحادث مؤسف للغاية أثر بشكل كبير على مجرياته عندما تعرض مهاجم المالكية سيدعبدالله عيسى إلى إصابة بليغة في (الأنكل) نقل على إثرها إلى مستشفى العسكري في أجواء متوترة وترقب ودموع من اللاعبين للحال التي كان عليها اللاعب وتوقف اللعب 10 دقائق خلال هذه الفترة. هذه الإصابة تركت تأثيراً سلبياً على مجرياته وصار الفريقان يلعبان بصورة عصبية من خلال الأخطاء الواضحة (الفاول) إلى جانب عشوائية التمرير والانتقال إلى المنطقة الأخرى مع الأفضلية الفنية للفريق الملكاوي الذي واصل طريقته الفنية التي كان عليها في الشوط الأول، إذ لعب بأسلوب الضغط على حامل الكرة مع المحاولة الجادة للتقدم إلى الهجوم، ولكن كانت السلبية واضحة في تعامله مع الهجمات التي يقودها كأنما جاء إلى المباراة ليؤدي دوره في الجانب الدفاعي فقط، بينما عانى الأهلي كثيراً من أجل التحرر من الرقابة المفروضة من قبل وسط المالكية. وفي المقابل، لم يستفد المالكية كثيراً من سوء حال دفاع الأهلي، وخصوصاً في العمق، إذ كان مهزوزاً، ولكن لم يوجد المهاجم الخطر بينهما حتى مع دخول المحترف المصري علاء موسى الذي لم يقم بأي شيء يذكر. التبديلات التي أجراها المدربان لم تؤت أكلها، وخصوصاً المحترفين المصري في المالكية علاء موسى والعراقي في الأهلي حسان تركي، إذ لم يكونا متميزين في مستواهما. وفي الدقائق العشر الأخيرة زاد التوتر والعصبية لدى الفريقين، إذ غاب عنهما التركيز في صنع الهجمات وتم إبعاد مشرف فريق الأهلي رياض الشكر بعد اعتراضه على قرار حكم المباراة، وغابت عنها الفنيات بشكل واضح. وفي الوقت بدل الضائع أسرع الأهلي من أسلوبه وراح يهاجم كثيراً وسنحت له خلال الدقائق العشر المحتسبة بدل الضائع أكثر من فرصة مؤكدة كانت واحدة فقط كفيلة بخروجه فائزاً بالمباراة. عموماً، خرج الفريقان راضيان بالنتيجة، فيما أعطى الأهلي الفرصة للمحرق للابتعاد بالصدارة أكثر. أدار المباراة الحكم الدولي خليفة الدوسري الذي نأمل أن يراجع مستواه خلال هذه المباراة ويعود كما عهدناه سابقاً، وقام بمساعدته الدولي أكبر حسين وياسر تلفت والدولي جعفر العلوي حكم رابع