في صباح يوم الأحد... الأول من أمس... وإلى المبنى الجديد لديوان رئاسة مجلس الوزراء ذهبت، لكي أحضر المجلس الأسبوعي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر... حفظه الله وأبقاه.

ما يتميز به مجلس سمو رئيس الوزراء هو السلام على جميع من حضر... ثم الكلمات الطيبة والرقيقة... المعبرة والرنانة... والتي عادة ما يبدأ بها صاحب السمو في مجلسه حتى يفتح باب النقاش ويدلو كل مجتهد بدلوه.

الحوار الجاد والمثمر... والآراء والطلبات الجريئة... هي السمة العظمى للحضور جميعهم... والقلب الواسع الكبير... والثقافة العالية في طرح متطلبات المملكة... وسعة البال في سماع هموم المواطنين... وسرعة البت في متطلباتهم، وإصدار القرارات الحاسمة والجريئة... هي من سمات صاحب السمو رئيس مجلس الوزراء الموقر.

كان هناك موضوعان رئيسيان تم طرحهما، وهذان الموضوعان فيهما الكثير من الفائدة لمواطني وسكان مملكة البحرين... الموضوع الأول طرحه وبكل جرأة الأخ العزيز وعضو مجلس الشورى فيصل فولاذ... وفي صحافتنا المحلية نسب هذا الطرح للشيخ عادل المعاودة النائب الثاني لرئيس مجلس النواب.

الأخ فيصل فولاذ هو الذي تكلم عن وجوب استمرارية الدعم الحكومي لأسعار اللحم في البحرين وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين... وصاحب السمو كانت إجابته حاسمة... واستجابته للطلب سريعة... وفي نفس اليوم صدر قرار من مجلس الوزراء بالإبقاء على الدعم الحكومي.

الموضوع الآخر والهام جداً طرحه الأخ خالد شاهين البوعينين رئيس المجلس البلدي للمنطقة الجنوبية... وقد وقف الأخ خالد بكل جرأة... أمام سمو رئيس مجلس الوزراء... وتكلم بكل صراحة عن الانخفاض الشنيع والمؤذي في مستوى الخدمات التي يقدمها مجمع السلمانية لعموم مرضاه.

تكلم الأخ خالد عن تجربته مع مجمع السلمانية على وجه الخصوص، ووزارة الصحة على وجه العموم... ووجه انتقادات حادة (ولكنها صادقة) إلى وزير الصحة السابق خليل حسن (الذي كان جالساً على بعد ثلاثة أقدام منه)... كما أنه وجه انتقادات حادة إلى وزيرة الصحة الحالية، وشكا من عدم وجود الأدوية الضرورية في الصيدلية الرئيسية في الوزارة، وعدم وجود أكثر من أحد عشر سريراً في طوارئ المستشفى الذي يخدم ستمئة ألف شخص... وشكا من عدم وجود أسرّة للمرضى... وعلى وجه العموم شكا من عدم تقدير وزارة الصحة للمرضى، وطالب بسرعة التدخل لحماية الخدمة الصحية للمواطن البحريني.

صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان... لديه الكثير من سعة البال، وقد استمع إلى الشكوى بسعة صدر وإصغاء كبيرين... ثم قال وبكل صراحة إنه شخصياً سوف يتولى هذا الموضوع الهام، وسوف يتدخل بنفسه حتى يتأكد من أن المواطن البحريني يلقى الرعاية الصحية الممتازة ويحصل على الأدوية الضرورية.

الذي لم يذكره الأخ خالد شاهين البوعينين... وأريد أن أضيفه هنا... هو أن غالبية الموظفين في وزارة الصحة هم أطباء... يعني على مستوى عالٍ من التعليم، وهم يعتبرون من الموظفين الكبار في مملكة البحرين أو حتى في الدول الأخرى... وهؤلاء الأطباء يديرون عملهم بكل كفاءة وحرفنة... وإذا أردنا منهم الكم الأقصى في الإنتاجية فيجب أن نوفر لهم المناخ المناسب للعمل والإمكانيات.

الإمكانيات تتلخص في زيادة الدعم الحكومي لوزارة الصحة من ناحية الموازنة أولاً، والكادر الوظيفي ثانياً، وزيادة إنشاء المستشفيات الحكومية بدلاً من الاعتماد على مستشفى مركزي واحد... والمناخ المناسب هذا له موضوع منفصل.

الصراحة يا سيدي صاحب السمو... أنا استمتعت كثيراً بلقائكم... وتشرفت بالسلام عليكم... وأتمنى أن يكون مجلساً عامراً بأهله