واحدة من السيئات التي أنتجها النظام السياسي العربي هو خلق «أقلام» تصفق له، وتسرب معلوماته متى ما شاء وكيفما شاء. وعليه، فإن لدينا «بنت النظام» و«ابن النظام»، وسترى بنت وابن النظام يصفقان للديمقراطية عندما يتحدث النظام عن الديمقراطية، وسترى بنت وابن النظام يتحدثان عن أهمية قانون أمن الدولة عندما تنوي الدولة قمع المعارضة، وسترى بنت وابن النظام يتهمان طائفة أو فئة بأكملها بأنها ليست من البلد عندما يود طرف ما أن يثير الأحقاد في أوساط المجتمع، وسترى بنت وابن النظام يستاءان عندما لا يكون كل صحافي بوقاً للنظام... وبالتالي فإن أية صحيفة مستقلة ستكون في وجهة نظر بنت أو ابن النظام انها تنتمي الى الجهة التي لا تعجب النظام. «أقلام النظام» اختراع عربي بائس، لأن بعضها ليس له عمل سوى الرقص على عذابات الآخرين... هذه الاقلام كانت ومازالت أحد أسباب استمرار كثير من الازمات في مجتمعاتنا العربية، وهذه الاقلام تطرح نفسها بصورة شوفينية وعنصرية وطائفية فاقعة جداً. إنهم بأقلامهم يضللون الانظمة ويدفعونها نحو ارتكاب المزيد من الاخطاء. الأنكى من كل ذلك ان بنت وابن النظام يريان في نفسيهما «الانموذج»، وأي شخص، وأية جهة، وأية صحيفة ليس لها علاقة بما هم فيه من حال بائس يسبب لهم الرعب. اقلام النظام العربي كانت ومازالت شريكة لجلادي النظام، وعندما تحدث انفراجات في هذا البلد العربي أو ذاك، فإن من يخسر هم اقلام وجلادو النظام. واذا كان لدينا في البحرين قانون يحمي من اقترف انتهاكات قبل فترة الاصلاح السياسي، فإن اقلام النظام ربما حصلت على مزيد من الدعم وهي تعزف بأدوات الماضي نفسها. لكن المجتمع البحريني بكل اتجاهاته وفئاته يعي جيدا ما يحدث في الساحة ويعرف كيف يميز بين هذا وذاك، ذلك لأن «أقلام النظام» هم الذين يصفقون ويطبلون ويرقصون على كل الاوتار التي تقف ضد مصلحة الناس من خلال معلقاتهم الازلية التي كانت في يوم من الايام تهزأ من الحركة المطلبية، وهو دليل مسجل في دفتر التاريخ البحريني لا يمكن شطبه أو نكرانه، وهي اليوم تقف امام التطلعات الديمقراطية متخذة الخطابات الطائفية وسيلة لذلك، فبئساً وتعساً لها من أقلام
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ