العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ

يهود مصر في الدراسات الاجنبية

ترى باحثة ألمانية أن العداء لليهود في مصر في النصف الاول من القرن العشرين اتخذ طابعا سياسيا لا جماهيريا بينما يقول باحث أميركي ان معظم طوائف هؤلاء اليهود رفضت الاندماج في المجتمع وتمسكت بهويتها الصهيونية.

واتفق الباحثان على أن فقراء اليهود فقط هم الذين غادروا مصر الى «اسرائيل» في حين فضل الآخرون الاستقرار في دول غربية. وتقول أستاذة العلوم الاسلامية بجامعة برلين الحرة جوردن كرامر في دراستها: «اليهود في مصر الحديثة 1914 - 1952» ان «العداء لليهود كان قاصرا على الحركات السياسية ولم يمتد ليصبح تيارا عاما... الصحافة المصرية دعت الى حسن معاملة اليهود في مصر وبرأت ساحتهم من التشيع للصهيونية».

أما أستاذ تاريخ الشرق الاوسط بجامعة ستانفورد الاميركية جويل بينين فيسجل في دراسة عنوانها: «نشئة اليهود المصريين.. الثقافة والسياسة وتكوين دياسبورا حديثة» أن اليهود القرائين فقط هم الذين اندمجوا في المجتمع المصري «أما بقية اليهود فتراوحت هويتهم بين المتوسطية... كان لا يعنيهم الا كونها (مصر) ملاذا آمنا لهم ويجدون هويتهم في الصهيونية».

وأشار الى «حرص حاييم ناحوم أفندي حاخام الربانيين وكذلك حاخام القرائين على اعلان تأييدهما لثورة تموز 1952 وزيارة أول رئيس مصري في العصر الحديث محمد نجيب للمعبد اليهودي بشارع عدلي وتصريحه بأن الدين لله والوطن للجميع».

وطائفة القرائين كانت لهم تعاليم صارمة أخذوا فيها بحرفية النص التوراتي فأضحى التلمود عندهم غير ذي قيمة. ويرجع باحثون نشأة هذه الطائفة الى القرن الثامن الميلادي على يدي يهودي عراقي.

وقدم أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة رؤوف عباس تلخيصا لكتابي كرامر وبينين ضمن ثلاثة كتب لباحثين يهود «لهم صلات بـ «اسرائيل» ومصر» في دراسة تقع في 30 صفحة بعنوان: «يهود مصر في الدراسات الاجنبية» نشرتها مجلة «مصر الحديثة».

والمجلة التي تصدر سنويا عن دار الكتب والوثائق القومية بمصر يقع عددها الجديد الذي صدر هذا الاسبوع في 563 صفحة كبيرة القطع بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي بدأت دورته الثامنة والثلاثون الثلثاء الماضي.

والكتاب الثالث الذي تناولته دراسة عباس وهو من أبرز أساتذة التاريخ الحديث المصريين هو: «اليهود في مصر في القرن التاسع عشر» لجاكوب لانداو الذي نشأ بالاسكندرية ثم هاجر مع أسرته الى الولايات المتحدة العام 1956 وعمل بالتدريس في «اسرائيل» نحو عشرين عاما قبل أن يعود الى أميركا.

وأشار لانداو في كتابه الذي كتبه بالعبرية الى أن اليهود الذين أقاموا بمصر في القرن التاسع عشر كانوا في عزلة عن المجتمع الذي كان يبادلهم «الكراهية. يستوي في ذلك المسلمون والاقباط».

وذكرت جوردن كرامر أن معظم شرائح اليهود بمصر في النصف الاول من القرن العشرين كانوا وافدين ولهم مصالح اقتصادية في مصر وأممت أملاك معظمهم العام 1956 في غضون العدوان الثلاثي (البريطاني، الفرنسي، الاسرائيلي) لكونهم من رعايا بريطانيا أو فرنسا.

وأضافت أن اليهود الاثرياء فضلوا الاتجاه الى أوروبا وأميركا واستراليا «بدلا من (اسرائيل) بينما اتجه الفقراء الى «اسرائيل». بلغ عدد من هاجروا من يهود مصر الى (اسرائيل) في السنوات الخمس 1949 - 1951 ما يتراوح بين 15 الى 20 ألفا من اليهود أي 20 في المئة من اجمالي عدد اليهود في مصر عندئذ».





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً