العدد 1236 - الإثنين 23 يناير 2006م الموافق 23 ذي الحجة 1426هـ

خرير عذب في رئتيّ

قد أحتاج إلى بعض الوقت، كي أنظر إلى جهة مظلمة من الشمس، وقد أتمرّس ببعض الحلم أحياناً أخرى حتى أستطيع النزول ناحية البحر العذب، ولكنني لا أتبصر أي الجهات أستطيع النزول في أخاديدها.

فهناك لا مكان لي بين أولئك النفر، ولا الشمس تبلغني أو تترفق بي بعض شيء، إذ لا أملك عندها غير أن أتمايل ذات اليمين وذات الشمال.

في أول الأمر خالجني خرير عذب في رئتي، وكنت لا أتوزع أو أحابي شيئاً من صنع هذا الموج، غير أن وصولي هناك كان شيئاً يشبه الترنيمة التي لا تتحدّر إلا من خلال ذلك الضوء.

ربما وجدت فيما ينسجه الكل أو يتكلم عنه البعض بعض تعزية عما أنا فيه من غرور، ولكن لم أكن أستطع المضي شطر روحي طالما هناك باعث آخر لا أعلم بمنتهاه.

كفاني عناء هذا اليوم، ما كنت أحسب أن وصولي ناحية شجرة الروح كان إيذاناً بموت يدي في ذلك الزورق الغارب، لقد وجدت ذراعي وقد التصقت بالمجداف وتحولت بين لحظة وأخرى إلى ما يشبه الهوس بشاطئ أكثر أمناً.

ولكن، ماذا أريد أكثر من هذا الضجيج المجلجل الذي يأتيني وأنا في زمرة هؤلاء القوم الذين لم يستطع نبي من الأنبياء أن يوقظ فيهم شيئاً من حمد الله سبحانه.

قد أحتاج إلى بعض الوقت، حتى يمكنني أن أتململ على الفراش وأصغي لتلك السحابة العابرة من أمام روحي، ولكن لا وقت لدي الآن سوى لتناول شيء من الضجر المقيت.

طالما أن شجرة الزقوم ماثلة أمام بيتي تمد جذوعها البضة إلى عنقي وأنا لا أعمل أي شيء لمغالبتها، سوى الركض والركض وسط عينين فياضتين. فلا مكان إذاً في هذا الصباح.

أحياناً أحتاج إلى بعض الوقت، وأحياناً أخرى أحتاج إلى صباح يتمرس بلغة لا تقيم وزناً لبيت أو عبارة، وأحياناً أخرى أحتاج إلى وجوه لا تكاد تخالط حجارة البيت





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً