العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ

الأقليات في العالم العربي

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

لماذا يتهم البعض بأن عالمنا العربي مليء باضطهاد الأقليات؟ وهل نحن نركن الى الصمت عندما تضطهد اقلية هنا أو اقلية هناك؟ والبعض يقارن بما هو موجود في الغرب، إذ يعيش المسلمون حياة أفضل من حياتهم في بلدانهم وتتوافر لهم كل الحقوق من دعم مادي ومعنوي ويمارسون طقوسهم أفضل من أن لو كانوا في بلدانهم. .. يبنون مساجدهم وجمعياتهم ومراكز التعليم التي تتعلق بثقافتهم، إضافة الى ذلك يحصلون على كل امتيازات المواطن من حق تسلم الجنسية والتصويت وحق التعليم وتوفير السكن وممارسة كل الحريات المجتمعية والسياسية والاجتماعية اللهم الا بعض الاخفاقات كما حدث في فرنسا. أقول: اذا كان هذا هو الواقع الجميل ­ ولن أقول الوردي حتى لا اتهم بالمبالغة ­ فماذا عن الاقليات في عالمنا العربي؟ ولماذا لا تمنح حقوقها العبادية وحقوقها كمواطنين بصورة مماثلة؟ قبل أشهر عرضت قناة «العربية» فيلماً توثيقياً أثار جدلاً واسعاً عن حقوق الاقباط في مصر عبر برنامج العين الثالثة، وكان في منتهى الروعة واللوعة ايضا، إذ يشير الى الفوارق في الحقوق. من ضمن ما ذكر ان بناء دورة مياه لكنيسة يحتاج الى قرار جمهوري... على رغم وجود تاريخ عريق للاقباط عبر محطات تاريخية على امتداد تاريخ مصر، وفي احلك الظروف تدل على وطنيتهم واعتزازهم بالانتماء القومي والعروبي والمصري. وشاركوا في اكثر من حرب لصالح مصر أرض الكنانة؟ ربما يقول البعض هناك من تورط من الاقباط في مواقف معينة أثارت عليهم الاوضاع. كلام جميل ولكن السؤال: دلونا على عرق أو على طائفة أو على ملة لا يوجد فيها مثل هذه المواقف؟ فلماذا خلط الاوراق؟ هناك أمل بنمو الديمقراطية في مصر، لكن الأمل قد يتلاشى مع ارتفاع واتساع وتيرة الخط المتشدد من الاسلاميين، وعلى رغم مساوئ العملية السياسية العراقية لكنها ستعطي بعض هذه الاقليات حقوقها وهذا المؤمل. فليكن الوطن للجميع... للسني والشيعي والكردي والاشوري والمسيحي وللبقية. لا نريد أوطاناً مخطوفة للمذاهب، بل للمواطنة انطلاقا من مبدأ تكافؤ الفرص. إن من حق المواطن ­ مهما كان أصله ­ ان يتقلد مناصب عليا في بلده حاله حال أي مواطن آخر، وله الحق ان يمنح كل التسهيلات في جميع المجالات. لماذا لا يصبح رئيس جامعة أو وزيراً أو سفيراً؟ قد يقول قائل، حدث ذلك لكن يأتي السؤال: كم مرة تكررت في التاريخ وبنسبة كم؟ المواطن ليس قطعة ديكور توضع في أثاث هذا البلد أو ذاك، أو اكسسوار تجميلي يوضع لتجميل الزينة، بل هو مواطن له الحق ان يعيش كبقية الموطنين.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً