أمير الحرب السابق، يتحدث عن «سلاح الغدر». .. لا يمكن لأي جهة أن تخفف من فظاعة إرثه وتاريخه في الدم. ضلع مهم في مثلث المجازر والمذابح الجماعية إبان الحرب الأهلية اللبنانية. واحد من أشهر المرضى السياسيين العرب الذين لن يتمكن أي طبيب نفسي من تشخيص حال المفارقات والتناقضات لديهم بدقة. احترف صناعة الفتن والحروب، وكذلك صناعة «المُسْكرات» لم ينس أن يشير الى أحد مصانع العرق الخاصة به وكلاهما يذهب بالعقل، في قصره بالمختارة، يتحول الى صدام حسين آخر، ففيما يتحصن في قلعته، وبطاقم خدم من فئة الخمس نجوم، قضى الأخير أسيراً ذليلاً في قلعة (جحر تحت الأرض)، وبينما تم تخدير الأخير من قبل الأميركيين، يسعى الأول الى ممارسة التخدير على مستوى الخطاب والتلاعب بالملفات اللبنانية والقضايا المعقدة، والقرارات التي صدرت وستصدر لاحقاً عن مجلس الأمن في سبيل أن يجد لنفسه موطئ قدم في طريق موحلة اعتاد على ارتيادها بمزيد من الضحايا في طريق بلوغه الى الهدف. وليد بك جنبلاط، واحد من الإقطاع المتعدد... اقطاع الأرض والمواقف وحتى التناقضات. أكثر السياسيين تبدّلاً وتحولاً وتقلّباً في علاقاته ومواقفه وتصريحاته. تماماً كما هو الحال مع طقس العرب المتقلب: شتائي في فصل الصيف، وصيفي في فصل الشتاء. متحدث رسمي باسم الاسلام والمسلمين حسبما يقتضي الموقف، فيما هو في مقام وموقف آخر: متحدث رسمي باسم المشروع الأميركي في المنطقة. صب لعناته بالجملة على الإدارة الأميركية، وظل دقيقاً في توصيفه وتناوله للملف العراقي بوصفه الولايات المتحدة بالدولة المحتلة والخارجة على القانون الدولي، بممارساتها وخروقاتها المتكررة لحقوق الإنسان في العراق وأفغانستان ومعتقلها الرهيب في غوانتنامو، عدا عن المعتقلات المتحركة والطائرة... ومع موهبة متقلبة في طقسه الذهني والنفسي، وقناعاته المتحركة، حتى على مستوى الثوابت، صار يطالب الدولة الخارجة على القانون الدولي، والمتورطة في خروقات بالجملة، بضرورة تكرار ممارساتها وخروقاتها في جغرافية لم تعد قادرة على المحافظة على مصالحه، وتكريسه رقماً صعباً في المعادلة اللبنانية. طالب بضرورة تكرار القرصنة في العراق، لتصبح ضرورة وواقعاً في سورية. صاحب الأنف المعقوف... الشبيه بأنف ساحر في مغارة عطنة ورطبة... بات يتشمم مصالحه كما يتشمم مدمن الهيروين بضاعة سلّمت اليه في الأمكنة المهجورة. الحوادث الأخيرة التي مرّ بها لبنان، دفعت كثيرا من السياسيين الى أن يحرصوا على تفقد مناعتهم لتجنب الدخول في تحالفات يدعو إليها متقلبوا المزاج والمواقف، والمتورطون في تاريخ طويل وعريض من الدم والمجازر والقتل الجماعي. وليد جنبلاط، حال متحركة تمثل مزاجاً مكلفاً ومهلكاً لكل من تسول له نفسه الدخول معه في أي شكل من أشكال التحالفات، التي لن تكلف جنبلاط شيئاً لتمرير أية تبريرات للقفز إلى الحال النقيض... حال الاستنفار والمواجهات بالجملة. هل نحن إزاء واحدة من اللوثات العقلية السياسية العربية؟ لاشك في ذلك.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1235 - الأحد 22 يناير 2006م الموافق 22 ذي الحجة 1426هـ