العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ

احذروا من «غضب» شيراك

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

تثير المواقف الفرنسية الأخيرة تجاه قضايا الشرق الأوسط الكثير من الاستغراب، وخصوصاً أنها تجيء بشكل مغاير عن مواقف فرنسا المعلنة التي كان يشار إليها بالبنان من حيث دعم قضايا الوطن العربي وخصوصاً فلسطين ولبنان. لكن المتابع للسياسة الفرنسية في الأعوام الأخيرة يلاحظ أنها بدأت تتغير كثيراً فمن إفريقيا إلى الشرق الأوسط شهدت البلدان التي تخضع لنفوذ فرنسا الكثير من الحوادث والتغيرات الدراماتيكية تنوعت بين الحروب الأهلية والانقلابات العسكرية والاغتيالات. فقد تخلت فرنسا عن دعم المقاومة الفلسطينية وصارت أقرب إلى أميركا من حليفتها التقليدية بريطانيا، كما أنها تخلت عن سورية وعارضت سياستها في لبنان الذي شهد بدوره موجة اغتيالات سياسية وإعلامية تتقاسم في كون أن لضحاياها علاقات متميزة مع باريس. كما أن موقف فرنسا من برنامج إيران النووي يقترب من العداء ويريح واشنطن كثيرا. وفي هذا الإطار، وفي خطوة مثلت صدمة للعالم، حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك للمرة الأولى في خطاب قبل أيام «رؤساء الدول الذين يهاجمون فرنسا بأسلحة الدمار الشامل من أنهم يعرضون أنفسهم لرد حاسم مماثل من جانبنا». وأدان الرئيس الفرنسي «طموح بعض الدول لامتلاك الطاقة النووية بما يمثل انتهاكا للاتفاقات»، وهو ما تم تفسيره بأنه إشارة إلى إيران. وإضافة إلى ذلك، أشار رئيس أركان الجيش الفرنسي هنري بانتيغا إلى أن إصرار طهران على مواصلة برامج تخصيب اليورانيوم يمثل «مصدر قلق لنا جميعاً». هكذا، بين عشية وضحاها انقلبت فرنسا على الحضارة والفن والثقافة وصارت وحشاً كاسراً يهدد العالم بالأسلحة النووية فيما كانت تخوض مع بقية فريق الترويكا الأوروبية مفاوضات مع طهران، لثنيها عن تخصيب اليورانيوم وامتلاك قدرة صنع سلاح نووي، فما الجديد والملح يا ترى الذي دفع شيراك لقول كلمات حاولت إدارته التقليل من أهميتها لاحقا

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً