العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ

الإسلام الوسطي في ماليزيا والتنمية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

تنقلت في ماليزيا مسافراً عبر عدة محطات وانا أتجول بين وزاراتها ومواقعها الاقتصادية والاجتماعية وغيرها. رحت انتهز كل فرصة لمعرفة اسرار تطور هذه الماسة الآسيوية الجميلة. غالبية المجتمع مسلم، لكنه اسلام وسطي معتدل مسالم غير متوتر بخلاف المسلم عندنا فهو دائم التوتر كفهد إفريقي. ما يعجبك في هذا الشعب هو الاعتدال. الحجاب في كل مكان بلا تأزم وبلا غضب وبلا فوبيا من اندحار الدين وهوس انتهاء الاسلام. في الوزارات، في الفنادق، في المطار، تجد الماليزي بأصوله الهندية أو الصينية أوالشرقية، جميعهم يعيش بلا عقد بلا شوفينيات بلاطائفية والمسلم يعمل بجنب البوذي والمسيحي والسيخ... الخ. هنا توجد تعددية دينية واسلامية وديمقراطية أيضاً، فالكنيسة بجوار المسجد بجوار المعبد، والناس على فطرتها تعيش في حياة سعيدة. هذه الحياة لم أرها الا في أميركا عندما زرتها وزرت بعض المفكرين فيها. هناك سألت المفكرين حسن حتحوت وعمر عثمان، وهما من أصول مصرية يحملان الجنسية الأميركية، قلت لهم: كيف تعيشون هنا؟ قال حتحوت:نحن بخير مادام المسلمون المتعصبون بعيدين عنا. لا اخفي عليكم ان أفضل دولة اعجبت بها لسيادة القانون والتطور في الاقتصاد وحداثة الجامعات فيها هي أميركا وعندما نظرت وقرأت عن قوانينها ومدى تماسك نظام الحكم من حيث الدقة والمعرفة تذكرت كتابا قرأته قبل سنين أسمه : «هل ستسقط أمريكا كما سقط الاتحاد السوفيتى؟» وتذكرت بعض خطبائنا الذين يبشرون بسقوط أميركا خلال سنوات قلائل ضحكت. في أميركا زرت مركزاً صحياً يدعى (امة) يقوم به الأطباء المسلمون بعلاج المرضى الفقراء من الأميركيين بهدف اعطاء صورة مشرقة للاسلام. قالت لنا الطبيبة هناك: عندما وقعت حوادث 11 سبتمبر/ أيلول وبدأ الاعلام يهجم على الاسلام وقف هؤلاء الفقراء ليقولوا : ليس كل المسلمين ارهابيين والا لماذا هؤلاء الأطباء المسلمون يعالجوننا نحن الفقراء الأميركيين؟. في ماليزيا زادت قناعتي بأهمية الاهتمام بالاقتصاد والتعليم واشعر ان هؤلاء ­ وهم متمسكون باسلامهم اكثر منا ­في عالم، وثقافتنا نحن العرب المسلمين في عالم آخر. نحن نشتغل على خلافات الماضي التاريخية وهم يشتغلون على التكنولوجيا والاقتصاد والتعليم والاختراع والسياحة والتنمية والتطور، ونحن منشغلون ايضاً بالسحر والشعوذة وعبادة وتوثين الأشخاص والتنجيم والخطابات العاطفية. يقول أشهر الانثروبولوجيين المعاصرين جيمس فريزر: كلما انحطت الثقافة كلما تكاثر السحر واصبح الدين الحقيقي النقي اقل اهمية

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1234 - السبت 21 يناير 2006م الموافق 21 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً