اثار كتاب «بنات الرياض» للروائية السعودية رجاء الصانع الكثير من التعليقات الصاخبة بشأن تعرض الصانع الى مظاهر وتصرفات النساء داخل المجتمع السعودي تحديدا ورؤيتها الصريحة في ممارسات تحدث داخل مجتمع المرأة المغلق وعالمها المثير للجدل. هذه الزوبعة التي احدثتها الصانع في كتابها ليس حديثا جديدا ولا كلاما غريبا نسمعه لأول مرة عن نساء السعودية فهناك مثلا الكتاب الذي صدر أخيراً بطبعتيه الانجليزية لدار صحيفة «نيويورك تايمز» لطليقة يسلم بن لادن «كارمن» وغيرها من الكتب الواقعية التي تحدثت عن اوضاع النساء في السعودية وكيف هي حياتهن وعالمهن الذي هو يختلف واقعا عن اوضاع نساء في مجتمعات عربية أخرى. ان كان الحديث عن مجتمع المرأة في بلد مثل السعودية مزعج عند البعض او محل اهتمام عند البعض الآخر فاننا كنساء خليجيات وعربيات لا يمكننا ان نغض البصر عن طبيعة مجتمع النساء داخل السعودية. قد تكون هناك تصرفات لا يحبذ البعض الحديث عنها امام العلن وعبر وسائل النشر والاعلام المختلفة التي قد تضخم من حجم الامور لكن حقيقة لطالما كان ومازال موضوع المرأة السعودية مادة دسمة للنشر والتداول فما بال لو سردت من سيدة او فتاة سعودية تعيش واقعا تجده مختلفا ان لم يكن حالة خاصة مقارنة بما يحصل ويدور داخل المجتمعات الاخرى بما فيها العربية. للأسف دائما تهاجم المرأة الخليجية وتنتقد ان هي طرحت بعضا من سلبيات واقعها الذي غالبا ما فرضت عليها ملامحه بسبب الموروثات الاجتماعية والصورة التقليدية التي رسمت عنها عبر الزمن فتتهم بالتغريب اي حمل افكار غربية اوبدع لا تتم بصلة الى مبادئ الدين الاسلامي الذي في واقع الامر كرم مكانة المرأة. ان المناخ الذي تعيشه المنطقة العربية بما فيها السعودية حاليا هو اكثر انفتاحا واطلاعا على العالم الخارجي الذي لا يمكن أن يحصر المرأة في اطار معين بل ان المناخ السياسي في المنطقة يدفع باعطاء المرأة حقوقا ومساحة اكبر تستعرض فيها همومها ايا كانت. ان كانت «بنات الرياض» رواية... فهي بكل تأكيد ليست نسجا من الخيال بل واقعا تعايشه الروائية السعودية الشابة داخل مجتمعها ولن تكون الوحيدة فهناك المخرجة السعودية هيفاء التي اخرجت فيلما تحدث عن المرأة في السعودية واثار هو أيضاً زوبعة اخرى اثارت حفيظة المجتمع السعودي... لذلك فانه من المتوقع ان تظهر زوابع اخرى لانه حان الوقت لان يسمع الرجل وجهة نظر المرأة في منطقة الخليج فرياح التغيير قادمة سواء احببنا ذلك ام أبينا ذلك..