بعد أن قرأت هذا الخبر في إحدى الصحف المحلية، اكتشفت لماذا كل هذا الاهتمام والاستنفار للدفاع عن السياحة «المسبية» في بلادنا، فقد حكمت المحكمة على روسية (21 عاماً) بالحبس خمسة أشهر والإبعاد عن البلاد بتهمة حيازة جواز سفر إسباني مزوّر، وعندما استؤنف الحكم، خُفّفت العقوبة إلى الحبس شهرين فقط والسفر، ولو قرأتم بقية قصتها لالتمستم عذراً في تخفيف الأحكام الجائرة على الفقراء والفقيرات، والمظلومين والمظلومات، المتهمة جاءت إلى البلاد مع أربع أوزبكيات بجوازات إسبانية مزوّرة، و«المتعهد» الروسي الذي جاء بهن قال لهن «إن البحرين ودبي كنز»، كما نقلت الصحيفة حرفياً. .. على أمل أن تصبح كلٌ منهن ملكةً خلال ثلاثةِ أشهر عندما تعود إلى موطنها، الرجل «الشبح» تدفع له كلّ «مرشّحة لمنصب الملكة» خلال ثلاثة أشهر 21 ألف دينار (بحريني طبعاً)، وما تحصل عليه زيادةً فهو «حلالٌ زلالٌ» عليها... أليس من عرق جبينها؟، الخبر يتكلّم عن برنامج يعدّه «الشبح» الروسي، للمرشحات لمنصب الملكة، وهو عبارة عن لقاءات ليلية مع الزبائن في شقق مفروشة فقط، ولا يسمح لهن بالخروج منها، فـ «الشغل شغل»، ولا مجال للعيارة و«الجمبزة»، ولأن البضاعة (high quality) فإن الأسعار المحدّدة سلفاً على الفاترينة تتراوح ما بين 500 و800 دينار في الليلة، (والعهدة على الراوي طبعاً). الصحيفة قالت إن المرأة (المتهمة البريئة)، تمكّنت من جمع 52 ألف دينار في أقل من شهرين، وهو ربحها الصافي بعد أن دفعت مستحقات الشبح كونها «فاتنة الجمال»، كما اشترت مقتنيات ثمينةً من السوق، بينها ساعات من الذهب (لا ندري من عيار 21 أو 23 قيراطاً، فالخبر لم يذكر التفاصيل). وعموماً هو انجازٌ كبيرٌ يدلّ على همّتها العالية في طلب العلا وسهر الليالي، على رغم كل هذا النجاح الباهر، كان الحظّ العاثر يتربص لها بالمرصاد، إضافةً إلى «الشبح» الملعون، فبمجرد ضبطها، سرق الروسي الكثير مما حصلت عليه واختفى عن الأنظار، ولم يترك لها غير قليل من المال وساعة واحدة فقط... مسكينة (ما تستاهل)، ومما يزيد في شقاء هذه الروسية «المسكينة»، ان زميلاتها الأوزبكيات الأربع كنّ أشطر وأذكى منها، فقد استطعن الفرار إلى الخارج، بما حصلن عليه من كنوز، كلٌ حسب شطارتها ومهارتها، بينما تورّطت هي بتهمة جواز مزوّر ، لا بُورِكَ فيه من جواز، الخبر في نهايته ينقل عن الضحية اعتقادها ان «الشبح» لايزال حياً يرزق في البلاد، مع صديقه البحريني، الذي لا تعرف اسمه طبعاً. واعترفت ان الشبح يعمل منذ سنتين في هذا المجال، وله شريك آخر في دبي يورّدان للمنطقة الباحثات عن الكنوز.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1232 - الخميس 19 يناير 2006م الموافق 19 ذي الحجة 1426هـ