لا أعرف ما الدافع الاستفزازي الذي يجبرني على تذكر حيل ومقالب الغش في الامتحانات ابتداء من البراشيم التي نجتهد ونتفنن في تنفيذها في غرفنا المغلقة وصولا الى الآليات والحركات التي نحاول عن طريقها استخدامها.
لن أنسى طبعا بشّار، وما أدراكم من بشّار... روميو السكشن... الذي كان يكتب جميع القواعد والقوانين، شيء في ظهر المسطرة وشيء خلف الآلة الحاسبة... غير المكتوبة في تلك القصاصات الصغيرة مع قليل من البروفات العملية في طريقة الإخراج والتعبئة النفسية لعدم الارتباك حينها، وكلها طرق ابداعية ومبتكرة في التمويه والتضليل، لكن المشكلة مو في القوانين والقواعد إللي قدر وبجدارة أن يطلعها ويفردها تحت ورقة الأسئلة بقدر ما المصيبة التي يواجهها في أين وكيف يستخدم هذه القواعد والقوانين! وتفاصيل المصيبة حينها أتركها لكم!
هيثم... كانت كل أمنياته أن تكون الامتحانات في فصل الشتاء... علشان يصير تدبيس البراشيم في بطن ذاك الجاكيت المُصفحة... والمصيبة عندما يأتي ليطل عليها وهو مرتبك ويصير يعرق، شيء من الخوف والربكة وشيء من كثرة الطلبة في الفصل يولد حرارة في المكان، وليقترح أستاذ شرف عليه بأن يفصخ الجاكيت ويعلقه في المسمار إللي في طرف السبورة... وامصيبتاااه!
آخر يأتي باكرا ويكتب ما تيسّر من براشيم على طاولته... وبكل بساطة يأتي المدرس ويغيّر مكانه، وتعال وتخيّل صاحبنا كيف يلح على المدرس بأنه لا يعرف أن يجاوب إلا على هذه الطاولة! وإن أردت غيّر مكاني ولكن مع طاولتي!
طبعا هذه الآليات قديمة جدا، تطوّر الزمن وتطوّرت الأدوات ودخلت التلفونات وسماعات البلوتوث على الخط، ولكن يبقى المبدأ وهو الغش، ونستذكر هنا... أن كل الطرق تؤدي الى روما (النجاح). هذه القصص طبعا أتذكرها مع كل موسم امتحانات واستذكرها كلما رأيت البيوت تعيش حالات الاستنفار والتوتر القصوى وكأن بمرض انفلونزا الخنازير داخل البيت مو امتحانات نهائية، ولكن يا إخوتي يظل الفائز الأخير والمرتاح هو من راجع وحضّر وجهّز ليوم يُكرم المرء فيه أو يُهان... والله لا يهين أحدا.
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ