تؤكد كتب ومراجع علم النفس الرياضي على أن أحد أسباب شغب الملاعب فهم السلوك الرياضي وتفسيره، ومعرفة أسباب حدوث السلوك الرياضي، والعوامل التى تؤثر فيه، التنبؤ بما سيكون عليه السلوك الرياضي، وذلك استنادا إلى معرفة العلاقات الموجودة بين الظواهر الرياضية ذات العلاقة بهذا المجال، ضبط السلوك الرياضي والتحكم فيه بتعديله وتوجيهه وتحسينه إلى ما هو مرغوب فيه، وغالبا ما تكون الآراء في كيفية ضبط وتوجيه الحياة، مثل معرفة أفضل الطرق لتنشئة الأطفال رياضيا، اكتساب الأصدقاء، التأثير على الآخرين، ضبط الغضب.
وتنصب الغاية من دراسة السلوك الرياضي التي قام بها علماء الرياضة في جملة أهداف، منها الصحة النفسية، تطوير السمات الشخصية، تعديل بعض السمات الشخصية عند الرياضي مثل الثقة بالنفس والتعاون واحترام القوانين. وكذلك رفع المستوى الرياضي وثبات المستوى الرياضى وتكوين الميول والرغبات.
إن الدراسة التى يقدمها علم النفس الرياضي للميول والرغبات لمختلف الفئات العمرية للجنسين تساهم بشكل جدي في تنمية الاتجاهات وتطويرها نحو ممارسة الأنشطة الرياضية التى تخدم الإنسان والمجتمع على حدٍ سواء.
ومن خلال ما سبق، يتبين أن المهتمين بالسلوك الرياضي مازالوا يدرسون موضوعات مهمة في علم النفس الرياضي، مثل الشخصية، الدافعية، الضغوط النفسية، الاحتراق النفسي، الاحتراف، العنف الرياضي، العدوان الرياضي، حركة الجماعة، أفكار ومشاعر الرياضيين والكثير من الأبعاد الأخرى الناتجة عن الاشتراك في الرياضة والنشاط البدني.
وما شهدناه في الأسبوع الماضي من حوادث لا تليق برياضتنا وما وصلت إليه من مستوى فإنه يثير الأسف بأن نشاهد فريقين يتنافسان بشرف من أجل مراكز متقدمة ينتهي بهما الحال بالاعتداء على بعضهم بعضا وهو ما يؤكد وجود خلل ونقص في سلوكهم لأنهم رياضيون، ومن هنا تتحمل إدارة الفرق والأندية معاجلة هذه المشكلة من خلال رفع مستوى نفسياتهم وكيفية التعامل مع ظروف الضغط والتحكم الصحيح لانفعالاتهم لأي سبب من الأسباب، وما يحصل على أرضية الملعب من الطبيعي أن يكون له تأثير سريع ومباشر على من يجلس في المدرجات.
وفي ملاعب الرياضة صدامات تنتج تحطيما واشتباكات وضحايا، إذ تتواجه جماهير الفرق المتنافسة بكل خلفياتها المتشعبة.
والوطن أرض وشعب ونظام وثقافة وتراث ومؤسسات، والألعاب الرياضية هي جزء من حركة المجتمع، وجماهيرها جزء من الشعب.
وغالبا ما تنتقل حركة الجماهير إلى داخل الملاعب، فيتحول مجتمع الملاعب إلى مجتمع مصغّر تتشابك فيه تناقضات المجتمع.
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 2451 - الجمعة 22 مايو 2009م الموافق 27 جمادى الأولى 1430هـ