رفع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الحظر الذي أعلنه قبل يومين على شبكة «سي إن إن» ومنع بثها في الأراضي الإيرانية جراء قيامها بتحوير كلامه بشأن البرنامج النووي الإيراني بعدما قدمت الشبكة اعتذارها الناتج عن خطأ في الترجمة قلبت كلمة حق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية لأهداف سلمية إلى حق إيران في امتلاك الأسلحة النووية. شبكة «سي إن إن» كررت الخطأ ذاته مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني قبل اشهر حينما ظهرت صورة تشيني موضوعا عليها علامة «X» ما أثار حنق وغضب الإدارة الأميركية، وأرجعت الشبكة السبب لخطأ فني نتج عنه ظهور تلك الإشارة العملاقة في وجه تشيني أمام الملايين من المشاهدين الذين كانوا يتابعون خطابه الذي نقل مباشرة من واشنطن في معهد «أميركان انتربرايز»، الأمر الذي دفع بإدارة «سي إن إن» إلى فتح تحقيق داخلي لمعرفة كيف ظهرت علامة «X» عملاقة على وجهه. وقالت الناطقة باسم الشبكة: «خلصنا من التحقيق إلى أن ذلك كان خللاً فنياً، وليس خطأ بشرياً، ونحن نأسف لما حدث، ونقوم بصيانة الجهاز لضمان عدم تكرار الخطأ». شبكة «سي إن إن» هي واحدة من مجموعة وسائل الإعلام الغربي التي تنقل الحدث العربي الإسلامي أمام المشاهد الغربي ولكن بنكهة تتوافق مع رؤاها وتحليلها لمجمل المجريات التي تقع في منطقة الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال فإن المجاهد الذي يحارب المحتل في فلسطين المحتلة يوصف في نظر هذه الوسائل بأنه «إرهابي»، لكن على رغم دور تلك الوسيلة الإعلامية في رسم صورة مغايرة لواقعنا العربي إلا أن ذلك في الوقت ذاته لا يضعف من قوتها التي تعتبر سلطة رابعة مسئولة عن مراقبة أفعال المسئولين ومحاكمتهم أمام الشعب جراء اتخاذهم مواقف مشكوك فيها. وأبرز مثال على ذلك ما كشفته مجلة «نيوزويك» من انتهاكات دنست حرمة القرآن الكريم في معتقل غوانتنامو وسبقتها صحيفة «واشنطن بوست» في العام 1972 التي أثارت فضيحة ووترغيت وأطاحت بالحزب الجمهوري برئاسة ريتشارد نيكسون لتجسسه على الحزب الديمقراطي
العدد 1231 - الأربعاء 18 يناير 2006م الموافق 18 ذي الحجة 1426هـ