غلاء فاحش في الأسعار وصل إلى حد الجنون منذ خمسة الأعوام الماضية، وهذا اللهيب الذي يكتوي به البائس الفقير وصلت شظاياه إلى السلع الاستهلاكية أيضاً، ولا غرو أن نسمع عن مئات الآلاف من الدنانير التي تصب في جيوب البعض صغار وكبار. على حين غرة تفاجأ المجتمع البحريني بإعلان غير مسبوق من شركة المواشي بزيادة في أسعار اللحوم، والأدهى من ذلك أن ينبري المسئولون في الدولة إلى تبرير هذه الخطوة بل ومباركتها على نطاق واسع أيضاً. يوم أمس ارتفعت أسعار كل الخدمات، واليوم ترتفع أسعار اللحوم وربما غداً الدواجن والحليب والشاي والرز وكل السلع الاستهلاكية التي لا غنى للمواطن عنها. السؤال الحائر الذي لم يوفق إلى إجابة تروي الغليل الفضولي للبحريني العادي، هل عجزت الدولة عن توفير الدعم المعتاد للسلع الاستهلاكية وبقية الخدمات؟ وهل يا ترى يمر الوطن بحال من قلة الزاد وضعف المدخول بحيث يصار إلى إجبار الفقير على دفع ثمن بطش غيره، ولكن المعلن والمكشوف هو أن موازنة المملكة زادت ملايين الدولارات بسبب الزيادة الرهيبة في أسعار النفط العالمية التي قاربت ستين دولاراً للبرميل. النواب الذين انتخبهم الناس عليهم الوقوف في وجه هذه الخطوات التي تنال من الكرامة المعيشية لأبناء هذا الوطن، وخصوصاً في طبقاته المحرومة وهي كثيرة، ولن نتوقع تنمية حقيقية من دون أن تؤمن الاحتياجات الأساسية للمواطن، ونقول: يا مسئولون كفى ضحكاً على الذقون، فما يحدث لمعيشة البحريني ليس من الإنسانية في شيء،