قبل أربع سنوات... وفي الانتخابات النيابية السابقة لاختيار أعضاء البرلمان الحالي، تقدم عدد من سيدات المجتمع البحريني بترشيح أنفسهن للفوز بمقعد في مجلس النواب... ولكن للأسف الشديد سقطن كلهن ولم تفز أية واحدة منهن.
بعد الخسارة المدوية لجميع النسوة (ونونهن) في الانتخابات البلدية والنيابية الماضية، فكر بعضهن في عمل تجمع قوي يسمح لهن بواسطته الدخول إلى التجمعات الرسمية البحرينية (بلدية أو نيابية) من دون عملية ترشيح أو تصويت.
التجمع النسوي اسمه (لجنة العريضة) ويتكون من عدة مئات (أو هكذا يقولون)... والمطالب التي قدمها هذا التجمع للحكومة كانت تتمثل في دخول الجنس الناعم للمجالس البلدية والنيابية بواسطة نظام الكوتا... وهذا النظام يعني حجز عدد من المقاعد الانتخابية للنساء فقط... وهذه المقاعد يتنافس على إشغالها الجنس الناعم (يعني سيدتي وأخواتها) بالترشيح، والتصويت.
الحكومة تورطت في الموضوع... ولاحظت صعوبة تطبيقه لعدة أسباب... السبب الأول هو أنها إذا حجزت مقاعد في البلدية والنواب للجنس الناعم فإن هناك أجناساً أخرى ستخرج في تجمعات وتطالب بنظام «الكوتا» لها أيضاً، وهذا الباب إذا فتح فلن يقفل أبداً.
السبب الثاني هو أن الدوائر الوحيدة المتوافرة للكوتا في يد الحكومة والتي سوف لن يحتج سكانها هي في (بر الغزلان ورأس البر وجزر حوار) وهذا يتطلب من النساء المتنافسات أن تكون لديهن عناوين في هذه الصحراء... يعني كل وحدة تترك زوجها وأهلها لعدة شهور وتنصب لها مخيماً نسوياً فقط... ممنوع دخول الرجال.
السبب الثالث والأهم هو معرفة الحكومة بأن الصراع بين الأنثى والأنثى عادة ما يكون خشناً جداً ولا يوجد فيه أي تنازل من أي طرف... شد شعور، تعضض، تشمخ بأظافر وصراخ... وهو أشرس بكثير من صراع الأنثى مع الذكر، وحكومتنا لا تريد عوار راس.
لذلك، فكرت الحكومة في طريقة أخرى، وهي تدريب النساء حتى يعرفن كيف يخضن معركتهن الانتخابية القادمة ضد الرجال وبكل ثقة واقتدار... الذي تولى هذه المسئولية هو المجلس الأعلى للمرأة وبالتعاون مع أحد مشروعات الأمم المتحدة، وانضم إلى هذا المشروع عدد كبير من النساء المتحمسات، على أمل أن يفوز نفر منهن في الحصول على المقعد المطلوب في مجلس النواب.
الانتخابات القادمة قريبة جداً... والسيدات اللاتي يردن الدخول لمعترك الانتخابات عليهن من الآن فتح مجالسهن المنزلية لاستقبال نساء ورجال المنطقة، حتى يتمكنّ من شرح أهدافهن، وماذا سيعملن في حال فوزهن بمقعد المجلس النيابي... وعليهن شرح الفائدة التي سيتحصل عليها سكان هذه الدائرة الانتخابية والتسهيلات، التي من الممكن أن تصلهم في حل مشكلاتهم الموجودة في الوزارات الحكومية المختلفة، وذلك في حال فوزهن بالمقعد... طبعاً، زوج سيدتي لابد وأن يوافق (غصباً عنه) على فتح مجلسهم ليلياً لسكان المنطقة، لأن هذه معركة انتخابية.
المشكلة الرئيسية للزوج ستكون بعد أن تفوز زوجته (لا قدر الله) في الانتخابات وتحصل على مقعد في مجلس النواب... طبعاً، ستكون أعلى منه مركزاً... وعندما تطلب منه شيئاً لابد وأن يقف منتصباً ويداه ممدودتان ولاصقتان على جوانب جسمه وقافل لرجليه بجانب بعضهما بعضاً (وقفة عسكرية) ويصرخ بأعلى صوته... حاضر سيدتي
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1229 - الإثنين 16 يناير 2006م الموافق 16 ذي الحجة 1426هـ