دعا وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد العزيز بن عاشور إلى ضرورة سعي المجموعة الدولية إلى إرساء ما وصفه بـ «أخلاقيات عالمية جديدة»، تؤكد أن الثقافة تجمع ولا تفرق، ولاسيما في هذه المرحلة التي طغت فيها الثقافة الاستهلاكية. وقال بن عاشور في كلمة افتتح بها أعمال الندوة الرابعة لحوار الحضارات بين اليابان والعالم الإسلامي تحت شعار«التنوع العرقي والثقافي في المجتمع البشري»، ان الثقافة رافد من روافد الحضارة الإنسانية التي تعبر عن وحدة الجنس البشري في إطار من التمايز والتنوع. وأضاف أن التنوع العرقي والثقافي في المجتمع البشري يكتسي أهمية بالغة في حياة الأفراد والجماعات، ولاسيما في عصر العولمة، ذلك أن التنوع «هو الإطار الذي تطرح فيه أبرز القضايا المتصلة بنوعية العلاقات التي تقوم بين الأمم والشعوب في ظل التحولات الحضارية المتسارعة والتغيرات الجذرية التي تشهدها الإنسانية على مختلف المستويات والمجالات». واعتبر في هذا السياق أن هذه التحولات أدت إلى «هيمنة الثقافة الاستهلاكية التي تكرسها وسائل الاتصال الجماهيرية لفائدة القوى الاقتصادية العظمى، ما أدى إلى تزايد نزعات الانكماش على الذات لدى شعوب كثيرة بدعوى المحافظة على الخصوصية». وقال المسئول التونسي إن الكثير من الحضارات والثقافات ازدهرت بفضل الحوار وبفضل التفتح على الآخر، مشيراً في هذا الإطار إلى أن الدين الإسلامي يولي أهمية كبرى للحوار والتضامن بين الاجناس، كما أن العلامة عبدالرحمن ابن خلدون كان سباقاً للدعوة إلى هذا التوجه الإنساني. ومن جهته، دعا رئيس البرلمان الياباني يوهي كونو الذي حضر الافتتاح إلى ضرورة احترام الاختلاف وخصوصيات الشعوب، وإلى تكثيف التعاون بين الشعوب وتكريس ثقافة الحوار والتسامح والتضامن من أجل نشر السلم والتوافق بين مختلف الاديان والاعراق. يشار إلى أن هذه الندوة الدولية التي تواصلت أعمالها على مدى يومين، نظمها «كرسي بن علي لحوار الحضارات» بالتعاون مع وزارات خارجية تونس والبحرين واليابان، وبمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والفكرية والأكاديمية من اليابان والبحرين وإيران وسلطنة عمان واليمن والأردن والكويت
