الكويتيون والبحرينيون يرتبطون ببعضهم بعضاً أسرياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، ولذلك فإن فرحهم فرحنا، وحزنهم حزننا أيضاً. .. وتعازي البحرينيين للكويتيين بوفاة المغفور له بإذن الله سمو أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح يعبر عن الواجب وعن المحبة والمودة بين الشعبين. لقد كانت الكويت ومازالت مصدر عز وقوة لجميع دول الخليج. وفي البحرين فإن ما قدمه الكويتيون الكثير في مجالات حيوية عدة، وحتى حركة الاقتصاد البحريني خلال السنوات القليلة الماضية انما تصاعدت لأن جانباً من ذلك تقوده المجموعات الاستثمارية والمصرفية الكويتية. الصندوق الكويتي للتنمية لم يبخل على البحرين ودعم مشروعات استراتيجية كثيرة، وكل ذلك كان يسير بإشراف وتوجيه القيادة السياسية الكويتية. الكويتيون كانوا دائماً مثالاً للبحرينيين في العمل الاجتماعي والسياسي، والحركات الطلابية والسياسية البحرينية كانت تتنفس في الكويت وتتطلع إلى موازاة ذلك في البحرين. والبرلمان الكويتي، وهو أقوى مؤسسة تشريعية في دول مجلس التعاون الخليجي، كان بحد ذاته دافعاً للبحرينيين لرفع شعار المطالبة بالحياة البرلمانية خلال العقود الماضية. الكويت واجهت أقسى الظروف عندما قام طاغية العراق صدام حسين بمغامرته المجنونة واحتل دولة خليجية في العام ،1990 وهذا أدى إلى تفكك منظومة العلاقات العربية العربية، كما أدى إلى ضمور الدور الكويتي بسبب المعاناة. ولكن سمو الأمير الراحل استطاع ان يقود شعبه عبر التحالفات الدولية لتحرير الكويت من احتلال الطاغية صدام. إن نجاح الكويتيين في اقامة نظام دستوري، وفي خلق توازن سياسي، ساهم كثيراً في تعزيز مكانة الخليجيين على المستويين العربي والعالمي، وجاءت خطوة منح المرأة حقها في التصويت والترشيح للانتخابات العام الماضي لتؤكد أن القيادة الكويتية تستطيع اللحاق بمتطلبات العصر، وأن تتجاوز المعوقات التي تصاحب أية عملية سياسية قائمة على اساس مشاركة الأطراف المتنوعة في آرائها. كما أن النسيج الاجتماعي الكويتي والتفافه حول أسرة آل الصباح يقابله في البحرين نسيج مماثل يلتف حول آل خليفة، والعائلتان الحاكمتان من اصول أسرية واحدة... وهو ما عزّز العلاقات بين البلدين. الكويتيون وقفوا مع البحرينيين بعيداً عن الرسميات، لأن المجتمعين يشعران بقربهما من بعضهما الآخر، ولذلك فإن البحرينيين يقفون مع الكويتيين اليوم في أحزانهم ويعزونهم بوفاة سمو الأمير الراحل، ويبتهلون إلى الله ان يعينهم على تجاوز ما يمرون به اعتماداً على المؤسسات الدستورية المعبرة عن إرادة الشعب الكويتي
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1228 - الأحد 15 يناير 2006م الموافق 15 ذي الحجة 1426هـ