العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ

مخطط جدار الفصل لتهويد القدس

أحمد كوراني comments [at] alwasatnews.com

-

في فلسطين المحتلة تتواصل حرب الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين بأشكالها المختلفة سواء في الاغتيالات أو في حالات الاعتقال الواسعة النطاق أو في استكمال بناء الجدار الفاصل أو في تسييج القدس الشرقية ضمن مخطط تهويد القدس من دون أن تنطلق كلمات أميركية أو مواقف أوروبية تدين ذلك، إذ لا تتقن الإدارات الغربية إلا كلمة واحدة توجهها للفلسطينيين مفادها بأن عليهم أن يوقفوا ما تسميه أميركا الإرهاب ضد الاحتلال الإسرائيلي، حتى يسهلوا الأمر أمام «إسرائيل» لاستكمال حصارهم والضغط عليهم. ووسط كل هذه الممارسات يعلن العدو أنه يدرس إمكان السماح للفلسطينيين في القدس بالمشاركة في الانتخابات القادمة ليحاول انتزاع التزامات معينة من السلطة الفلسطينية جراء ذلك، وليسعى لإحداث فتنة فلسطينية داخلية كثمن لذلك، وعلى الشعب الفلسطيني أن يكون واعيا لهذا المخطط وألا يفسح في المجال للعدو لإحداث اختراق سياسي أو أمني داخلي الواقع الفلسطيني. أما الرئيس الأميركي الذي يواصل ابتهالاته وأدعيته لشارون، فهو يبشر العالم بتصاعد العنف في هذا العام متجاهلا دور إدارته في إذكاء نيران هذا العنف وفي نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة ويتحدث عن الدور الأميركي في العراق، وأن هذا الدور سيجعل العراق نموذجا للتغير نحو الحرية والديمقراطية في العالم، وهو الذي جعل مع إدارته من العراق ساحة للفوضى والعنف الذي «فتح أبواب جنهم»، على حد تعبير الرئيس الفرنسي جاك شيراك. إن الإدارة الأميركية تتحمل المسئولية كاملة في كل هذا القتل الذي يتواصل ضد العراقيين وفي كل هذه الفوضى التي أرادها الاحتلال الأميركي أن تتسع لتحدث اهتزازا في الساحة العراقية يطل على الساحات الأخرى في المنطقة، كما أن الاحتلال الأميركي هو المسئول عن محاولات إثارة الفتنة المذهبية في العراق وهو الذي حرك الأجواء لإنتاج فتنة بين السنة والشيعة، وقد استطاع الشعب العراقي أن يسقط رهان أميركا في إحداث فتنة في السابق وسيسقط هذا الرهان في المستقبل أيضا، على رغم كل ما قام به التكفيريون الذين يعملون لمصلحة المحتل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. إن على الأمة أن تكون واعية حيال مخطط أميركا في العراق وفي المنطقة ومحاولاتها الرامية إلى منع إيران من امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية، لأن هذه المحاولات التي تدعمها أوروبا وتوحي بخطورة ما تقدم عليه إيران التي تمارس حقها بتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، بينما تتناسى المخاطر الكبرى للأسلحة النووية الإسرائيلية، هي خدمة غربية مستمرة لـ «إسرائيل». ولكن إيران الإسلامية بقيادتها المؤمنة وشعبها الواعي لن ترضخ لكل الضغوط والتهديدات بما في ذلك عرض المسألة على مجلس الأمن وهي تعرف كيف تربك هؤلاء دبلوماسيا وسياسيا وحتى أمنيا إذا اقتضى الأمر. وفي لبنان نريد للجميع أن يتفاعلوا إيجابا مع كل محاولات رأب الصدع التي تقودها جهات عربية لتحصين الساحة الداخلية ولترتيب العلاقات مع سورية وتحسينها. ونريد لبعض الأصوات التي لا تنفك تنادي بالويل والثبور وعظائم الأمور وترفض كل مساعي توحيد الساحة الداخلية أن تراجع حساباتها وأن تدخل في حوار واسع النطاق مع الآخرين، لا أن تستكمل استعراضاتها السياسية وانفعالاتها الغرائزية، لأن البلد يتسع للجميع، ولأن المطلوب هو أن يتعاطى الجميع بمسئولية وشفافية مع التطورات ومع خطورة المرحلة التي يطل عليها لبنان في التعقيدات الكبرى التي تحيط به، وفي كل المشكلات التي تنتظره في الداخل أو في ما هو حوله في طول المنطقة وعرضها. * رجل دين لبنان

العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً