العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ

الإسلام ليس زقاقاً ضيقاً نرتطم بجدرانه

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

اللقاء الذي أجريته مع قناة «العربية» وتمت إعادته قبل أيام اثار جدلاً واسعاً بين أوساط مختلفة. الوسطيون اعتبروه يتحدث بالنيابة عنهم وانه أطلق الرصاص على بعض المحرمات، اما الانكشاريون فرأوا فيه كسرا للمألوف، وتكسيرا للخطوط الحمر التي منها «تابو» العادات المتكدسة في القلوب والعقول والتي طالما وزعت من أجل تجارة دكاكين الطائفية والشوفينية التي تنبعث منها روائح بارود الصراعات المشخصنة لصالح الاقطاعيات المغطاة تحت جلود السياسة المتغيرة. الرسالة وصلت للجميع: ان الحياة بلا تعايش حياة عدمية وان ديناصورات الفكر الاحادي التسلطي ليس بإمكانها سجن عقول البشر في ثلاجات الدكتاتورية الفكرية كعلب السردين التي لا توزع الا أثناء الحروب، حيث غياب العقل وشيوع انفلونزا العواطف وتفشي اوبئة كوليرا الأوهام. لابد أن نكسر «التابو» ونقوم بفتح النوافذ المغلقة. فالعقول مثل مظلات الطيارين لا يمكن الاستفادة منها حتى تفتح لسلامة المجتمع وكي تتحرك الحياة نحو التحديث والتنمية والتغيير. الإسلام يسر وتسامح واعتدال ومحبة وجمال وفن وذوق ومواكبة للعصر. الإسلام ليس زقاقاً ضيقاً ومظلماً بحيث يرتطم الإنسان بجدرانه. ان الله عز وجل يخاطب نبيه «ونيسرك لليسرى» (الأعلى: 8)، قال: لليسرى ولم يقل للتشديد والتعصب والتطرف والعبوس والغضب. وفي آية أخرى يخاطب نبيه «فقل لهم قولا ميسورا» (الاسراء: 28)، ولم يقل: قولاً متشدداً يكرههم في الحياة وفي الجمال. ذلك ان الله جميل يحب الجمال، ذلك ان النظافة من الإيمان. نظافة الكف ونظافة الضمير ونظافة المسكن والثوب أيضاً وهذا مدخل آخر للشكل والمحيا واناقة الثوب. أحياناً نخيف الناس بكلامنا المغلوط وأحياناً حتى بأشكالنا وبعبوس وجوهنا والرسول يقول: «لا تبغضوا الله إلى عباده». أكثر ما نتحدث عن النار في خطبنا وقليل منا من يتحدث عن الجنة، وكأنها ملغية من الخطاب. نتعمق في الآخرة وننسى الدنيا، إنها أيضاً مزرعة جميلة بإمكاننا استثمارها للآخرة. الإسلام دين الاعتدال، هناك آيات عن أهمية الدنيا والاقتصاد وضرورة الحياة فلماذا نحن المسلمين لا نتحدث عن ذلك؟ حديثنا عن النار وثعبان يأتي في القبر وكلامنا للشباب دائماً عن الموت وثقافة الرحيل والتشاؤم والعبوس، ونملأه ونشحنه بكراهية كل آخر على رغم أن الرسول (ص) يقول: «إني اكره البؤس والتباؤس»، نحن لم نولد لنقتل ولنعذب ونحيا حياة عدمية، ابدا خلقنا لنبدع ولنعيش، لنفجر الحياة جمالاً وابداعاً. بالأمس رحت انتقل ­ كلما سنحت لي الفرصة ­ في كوالالمبور بين ازقتها وشوارعها أشاهد ماليزيا المسلمة كيف تحولت إلى جوهرة اقتصادية في التاج الآسيوي. تذهب بعض الوزارات فتخال بعضها قصورا هيئت للسكنى وليس للعمل. الحداثة تنضح في كل مكان وتجد المرأة المسلمة ­ بحجابها ­ تعمل مكافحة مناضلة في الوزارات وفي غالبية القطاعات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً