التجنيس في البحرين طابعه المعروف هو «سياسي» كما أشار إليه الكثيرون سابقاً، إلا أن ما يحدث الآن قد يختلف بعد استحداث نوعين آخرين، هما التجنيس الرياضي لـ«رفع مستوى الرياضة البحرينية وإيصالها إلى مستوى العالمية» كما يقول مسئولوه، إلا أن هذه الطريقة من التجنيس من وجهة نظرنا ليست من أجل رفع مستوى الرياضة البحرينية، بل من أجل رفع رصيد المسئولين من إنجازات حتى لو جاءت على ظهور غير البحرينيين، المهم إنجاز يسجل في سجل المسئول ليثبت كفاءته ويرتقي على سلالم المناصب. التجنيس الفني نوع ثانِ جديد بدأ في الظهور ليقتحم مجتمعنا البحريني، وبلغة الشارع البحريني أقول «نقص رياضي ما عليه يمكن نبلعها ونمشيها، بس نقص فني كبيرة في ظل كوكبة من الفنانين البحرينيين»، حقيقة لا نعلم حتى الآن ما أسباب تجنيس الفنانة السورية أصالة التي قالت بنفسها انها «لا تعلم ما أسباب تجنيسها، إلا أنها سعيدة لكونها أصبحت بحرينية وخليجية». السؤال الذي يطرح نفسه ما مقاييس الجنسية البحرينية والتي لا يعرفها أحد، فهذه الجنسية كما يقول أبناء الشارع العام تباع في البرادات، وتفصل على كل من يريدها، بينما يحرم منها آخرون هم أحق بها وفقاً للقانون البحريني. ولا نعلم أيضاً هل التجنيس الرياضي السابق واللاحق استوفى الشروط القانونية والدستورية؟ وهل أصالة توافرت فيها كل اشتراطات الجنسية؟ وهل هي على استعداد للتنازل عن جنسيتها السورية، وفقاً لاشتراطات الجنسية البحرينية التي تمنع الازدواجية؟ على رغم أن هذا المنع يطبق على فئات دون أخرى... أليس من حق الشارع البحريني أن يعرف المعايير الحقيقية لإعطاء الجنسية البحرينية التي تُفصل في محل أشبه بمحل خياطة يسمى دائرة الهجرة والجوازات.