لو كنت ظهر أمس من الذين حاولوا الجلوس في مقهى مجمع «نجيبي سنتر» الواقع على شارع البديع فستكون من الذين تحدثت اليهم سيدة شامية تبدو هيئتها في الأربعينات من عمرها تتكلم بلهجة بدوية، وتطلب المال لها ولأبنائها الذين «يتضوّرون جوعاّ ويحتاجون الى مساعدات عاجلة» على حد كلامها للذين كانوا يتناولون أكواب الشاي والقهوة بالحليب (لاتيه). .. مرت السيدة على البحرينيين وعلى الانجليز الجالسين في المقهى وبكت حالها... بينما بكيت على حالنا نحن البحرينيين من هذه المأساة. انها حقاً من مآسي التجنيس العشوائي الذي ابتلينا به من كل جانب، ولم يعد الأمر ينحصر بالفنانة السورية أصالة نصري أو أشكالها الذين يقولون بانهم لا يعلمون كيف ولماذا أصبحوا بحرينيين؟، في الحال بدرت لي فكرة أتقدم بها عبر صحيفة «الوسط» إلى مغني البوب العالمي مايكل جاكسون الذي أصبح يعيش بين ظهرانينا منذ يونيو/ حزيران الماضي... والفكرة التي أرجو ان يقوم مساعدوه بترجمتها له، هي ان ينفذ ما ذكرته تقارير صحافية من انه يجري محادثات مع شركة بحرينية بشأن إمكانية إقامة مشروعات ترفيهية في منطقة الخليج، وان هذه المشروعات تشمل استثمارات في مدن ترفيهية ومعاهد للموسيقى، على أن يضيف إلى كل ذلك معاهد للتأهيل التربوي والاخلاقي، ويقدم خدمات مجانية لاعادة تأهيل الذين يجولون ويملأون مقاهي البحرين وشوارعها وأسواقها يشحذون المال والغذاء لأبنائهم. وأعتقد ان جاكسون سيكون أرجع جميله إلى البحرين فيما لو نجح في منع من حصلوا على الجنسية من القيام بتصرفات لا تليق بمجتمع متحضر مثل مجتمعنا. على أننا لا نستطيع أن ننتظر حتى يكمل جاكسون هذه المشروعات لذلك فاننا نطالب مجلس نوابنا «الأغر» ان يحرك ساكناً قبل أن نموت قهراً من ضعف أدائهم ومن رؤيتنا لاسم بلدنا يتحول الى مضحكة لدى بعض من حصلوا على جنسية البحرين من دون أن يعلموا كيف ومتى ولماذا أصبحوا من أبناء هذا البلد..؟، هذا في الوقت الذي توجد فيه قوائم وأسماء لبحرينيين يستحقون الجنسية ولكنهم محرومون منها كأبناء الأم البحرينية المتزوجة من أجنبي وغيرها من الحالات، لكن يبدو أن هناك اعتبارات اخرى لم تحسم من مسألة هذا التجنيس المخيب البعيد عن أية عدالة تطالب بها شريحة من البحرينيين منذ زمن. حتى انه وفي الفترة الاخيرة بدأنا نقرأ ألفاظ تنشر هنا وهناك لأسماء غريبة جداً مثل «هوشة» و«حافي» وغيرها، التي لا يمكن لأي باحث في التاريخ أو منقب أثري أن يجدها في تاريخ أسماء البحرين أو منطقة الخليج، وهؤلاء جميعهم الآن أصبحوا أكثر من بحرينيين، لأننا كبحرينيين لا نحصل على ما يحصله كثير من هؤلاء. ولعل ما قاله لي أحد إخواننا العرب الذين حصلوا على الجنسية البحرينية وأيضا على جنسية عربية أخرى عندما صدمني بسيارته العام الماضي، بما يعبّر عن حال يرثى لها، إذ قال: «الظاهر الأخت مو من هالبلد، ما تدلين الشوارع كويّس»... ولم أستطع أن أردّ عليه لأنني اختنقت بعبرتي عندما واصل كلامه وقال «أنا بحريني».
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ