كاتب على استعداد لأن تُخضع مساهماته للوزن بالكيلو بدلاً من عدد الكلمات، كنظام متبع، كي لا ترتبك المساحات المخصصة للثابت من الأعمدة. ظل يبعث بمقالين في اليوم، وريثما يتم تصحيح أحدهما يكون قد كتب وبعث بأربعة مقالات، وريثما يتم نشر المقال يكون عدد مقالاته خلال 24 ساعة وصل إلى 6 أو 8 مقالات. ولكن واقع الأمر، يشير إلى أن المقالات الثمانية تعاني من «نزلة» في اللغة، و«هبوط» في الصوغ، و«انهيار» في الفكرة، و«انبطاح» في درجة النفاق والتلوّن، هو على استعداد لأن يكون سلفيا مع مصدر رزقه السلفي، على رغم ماركسيته السطحية التي لا يفقه منها إلا معلومة واحدة: كارل ماركس، ومع المعتدل، معتدلا بـ (مَيَلان) وتحفظ، لذلك تراه على موائد الأعمدة المنهارة، وعلى استعداد للمزايدة والمناورة وتعاطي أكبر جرعة من الحمق والهذيان، حين يكون على استعداد لشتم بعض الرموز السياسية الكبرى، لولا عين الشخص الذي كان موكولا بتقويم مقالاته على مستوى اللغة والفكرة، وحتى «الانبطاح»، ليس قلقا عليه، بل قلقا على عشرات العائلات التي تدور عجلة حياتها بسبب استمرار المشروع. فيما هو على استعداد لعرض تجارته «البائرة» في أتفه سوق شعبي، ما دام قادرا على المزايدة والمناورة، لم تحتمله الجهة التي يعمل لديها لفرط أميته وسذاجته، ولأنه أساسا دخيل على المهنة و(الكار)، وباتت الجهة تعاني من كابوس تحاول الاستيقاظ منه من خلال ترجمة هذياناته وشتائمه بالجملة، إلى لغة يفهمها القارئ، بعيدا عن الإسفاف والخلاعة، علّها تستخرج (جملة مفيدة) بعد محاولة رد الاعتبار إلى اللغة والفكرة، والمهنة نفسها كي لا يساء فهمها بحيث يمكن لأي أمي لا يميز بين «الوريد» و«الرويد» أن يحتل مساحة يعربد فيها كيفما ومتى شاء، ما دفع بتلك الجهة الى فتح جميع الأبواب، وترك الخيار له كي يغادر، وكي يريح ويستريح، ولأنه أدمن المزايدة والمناورة، وجد نفسه في مهب مشروع آخر، ليفاجأ به القراء من أهل بيته وحارته البسطاء (وهم قراؤه الوحيدون) يتحول إلى 180 درجة، إذ اقتضى الموقف في المكان الجديد أن ينفّس عن عقده وأميته وعاهاته، فيستأنف «انهياره» بالسب والشتم والغمز واللمز وبدء معظم مقالاته بآيات من الذكر الحكيم، لزوم (الشغل)، فمن محاولة تمرير سبابه لبعض الرموز السياسية، إلى شتم الرموز الدينية والثقافية لفئة من فئات هذا الوطن الذي انتسب إليه عنوة وقسرا، في غفلة من الزمن، ورخاوة المعايير، من الرخاوة أن «تتمركس» تبعاً لحاجتك، ومن بلادة وحمق الجهة التي تأويك أن تمرر عليها «تأسلمك»، فيما أنت لا تعرف من الإسلام سوى الاتجاه إلى القبلة، ومن الرخاوة إخضاع الوطنية إلى قانون العرض والطلب
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1227 - السبت 14 يناير 2006م الموافق 14 ذي الحجة 1426هـ