كانت صدمة كبيرة للمجتمع البحريني رحيل نجل جلالة الملك. وكان الألم كبيراً، وقد لف مملكة البحرين الحزن والأسى، ولكن ليس بوسع المرء إلا الصبر على هذا المصاب الجلل. وهنا يقف المجتمع البحريني بأطيافه ومؤسساته وقفة مواساة مع عاهل البلاد ويدعو له وللعائلة الكريمة وكل شعب البحرين الا يريهم مكروهاً في حبيب أو قريب. سمو الشيخ فيصل كان رئيساً فخرياً للاتحاد البحريني لرياضة المعوقين واثناء تناولي في بعض المقالات موضوع المعوقين الرياضيين لحظت الكثير منهم كان يبني آمالا على تقلد الراحل لهذا المنصب وذلك لما سيقوم به من دور طليعي في احتضان الرياضيين عموماً ولهذه الفئة التي تحتاج إلى من يوصلها إلى مواقع الطموح الذي تتطلع إليه بشكل خاص. سمو الشيخ فيصل كان له حضور بارز في دعم مجالات رياضية أخرى فهو عضو الفريق الملكي للفروسية والقدرة. وقد شارك في حفل اختتام فعاليات بطولة العالم للناشئين والشباب للقدرة تحت رعاية سمو الشيخ ناصر والذي حققت مملكة البحرين فيها بطولة العالم للناشئين عبر الفارس فهد سليمان. وكانت هذه بمثابة قفزة نوعية اعطت مكسباً ذهبياً للرياضة البحرينية. وفي حينها عمت الفرحة الأوساط البحرينية، وخصوصاً في الحقل الرياضي. اليوم فقدت البحرين قيادة وشعباً ابناً باراً عزيزاً على أهل البحرين. هنا انكسر قنديل من قناديل المستقبل يتطلع إليه بعيون ملؤها الأمل أن يزرع لرياضة القدرة والفروسية موقعاً جميلاً بين نجوم الفروسية. فجأة تسللت أصابع القدر وفي ليل كئيب لتخطف القنديل الجميل. انكسر القنديل في منتصف الطريق وهنا بكى شعب لرحيل يافع طالما امتطى صهوات الجياد ليصبح ذات يوم فارسا للوطن. تلقيت الخبر وأنا في مؤتمر في ماليزيا ويعز علينا ­ نحن البحرينيون ­ هنا أن يقع مثل هذا المصاب الجلل ونحن خارج البحرين. والأمل ألا يري الله البحرين وأهلها وقيادتها مكروهاً في حبيب أو عزيز. هنا يقف أهل البحرين قاطبة وقفة حزن ومواساة مع جلالة الملك في هذا المصاب الكبير فالقلوب فجعت لهذا الحدث المؤلم. وهذا أقل القليل من موقف رجل نقل البحرين ­ عبر مشروعه الاصلاحي­ نقلة نحو الأمل والتحديث والتغيير والاصلاح. قادة العالم يقفون موقف مواساة لجلالته والعائلة الكريمة وللشعب البحرين لهذا الحدث الجلل. رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وحفظ الله البحرين قيادة وشعباً. سقط القمر وانكسر القنديل. وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر.