العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ

تماسك أسرة البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

تمر البحرين بأيام حزينة مواساة لجلالة الملك وأسرة آل خليفة الكرام الذين ودعوا سمو الشيخ فيصل إلى مثواه الأخير بعد وفاته يوم أمس الأول إثر حادث مروري مؤسف وقع في منطقة الزلاق. .. ويوم أمس بدأت علامات الحزن الكبير على المعزين منذ الصباح الباكر... فسمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد قطع رحلته ليعود مباشرة إلى البحرين، ووقف معه نائبا رئيس الوزراء معالي الشيخ محمد بن مبارك، وسمو الشيخ علي بن خليفة، وعدد من قيادات البلد يستقبلون كبار المسئولين والدبلوماسيين وجموع المواطنين والمقيمين الذين فجعوا بالخبر وتوافدوا لتقديم التعازي والمواساة. وعلى رغم المصاب، فقد بدت سمات الصبر ورباطة الجأش على الوجوه، وهو ان دل على شيء فانما يدل على عمق الترابط الاسري الذي يتميز به مجتمعنا ... هذا الترابط يظهر في أعمق صوره عند الاحزان وأثناء العزاء. لقد أثبت مجتمع البحرين أنه اسرة متماسكة مع بعضها بعضاً، يؤلمها ما يؤلم كبيرها وصغيرها، فكيف إذا كان المصاب الجلل قد حل على شخص قاد البلد نحو ما يصلحه ويؤلف بين قلوب ابنائه... ان تماسك مجتمعنا خاصية تبعث على العزة، وهي خير مواساة عند المصاب، وهذا التماسك هو ما ينجينا في كل حال نمر بها، وهو ما نتوسمه دائما من شعب طيب عرف بعضه بعضا على مدى مئات السنين. وإذا كان المصاب الأليم يعطينا صورة من التماسك، فإننا في أحوالنا العادية التي ندعو الله ان يبعد عنها المصائب، بحاجة إلى أن نظهر هذا التماسك وهذا التقارب بين القلوب... فتقارب القلوب من أهم النعم التي يمن الله بها على قوم ما، وهو ما توضحه الآية الكريمة «فألّف بين قلوبكم» (آل عمران: 103). كما ان سورة قريش تبدأ بآية «لإيلاف قريش» (قريش: 1)، واصفة الحال التي كانت في مكة المكرمة وأوضاع الناس الذين كانوا يتآلفون وينعمون (بسبب ذلك التآلف) باقتصاد ينمو على رحلات تجارية مستمرة في الشتاء والصيف... ان «التأليف» بين القلوب هو الاهم بالنسبة لأي مجتمع، والحديث الشريف يقول «ان الله لاينظر الى صوركم ولا الى أعمالكم ولكن ينظر الى قلوبكم»... فالقلوب هي الأهم لأن الآراء والعقول تختلف، وهو أمر طبيعي، ما دام ان اختلاف العقول لا يجر إلى اختلاف القلوب... ففي اختلاف القلوب خراب الامم، وفي تآلفها وتقاربها نجاة المجتمعات ونموها في مختلف الجوانب الحياتية. في بحريننا الصغيرة، نحتاج إلى أن نستذكر أهمية الألفة التي تجمع الصغير بالكبير، والحاكم بالمحكوم، وجميع فئات المجتمع ببعضها بعضاً، لأنها سفينتنا التي نبحر بها في بحر السياسة المتلاطم... بحريننا قد تكون صغيرة بحجمها الجغرافي، ولكنها كبيرة بحجم قلوب أهلها الذين يلتحمون مع بعضهم بعضاً في السراء والضراء... وبحريننا تنعم ­ بإذن الله ­ بقلوب متآلفة تستطيع ان تتجاوز المصاب عبر الصبر والمواساة

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً