أبدت خبيرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP في مجال الإعلام التي وصلت البحرين قبل أيام تفاؤلها من نجاح مشروع التمكين السياسي الذي يشرف عليه المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي من خلال وصول المرأة البحرينية إلى المجالس المنتخبة والمناصب القيادية الأخرى. وأكدت الخبيرة المصرية عنايات فريد في حوار مع «الوسط» أنها ستعمل على استكمال ما وضعه الخبراء السابقون من استراتيجيات، وتحويل هذه الاستراتيجيات إلى خطة عمل حقيقية على أرض الواقع، منوهة إلى أن المجتمع البحريني قادر على استيعاب الكثير من الطموحات التي يطرحها هذا المشروع (...) وبالتالي فإن ذلك يشكل لنا أرضية خصبة للعمل فيما يسمى «إعلام التمكين». من جانبها، دعت مديرة مشروع التمكين السياسي للمرأة البحرينية مريم جناحي الجمعيات السياسية والإسلامية إلى اثبات نواياها الإيجابية بشأن مشاركة المرأة في الحياة السياسية، مشيرة إلى أن «مجتمع البحرين اثبت أنه مجتمع صادق ويفي بوعوده، ولا نريد أن نصفق لمشاركة المرأة وكأنه «موديل 2006» من دون أمر ملموس (...) نريد أن نرى حديث الجمعيات عن مساعدة المرأة وتمكينها السياسي فعليا وحقيقيا، ويثبت على أرض الواقع من خلال دخول المرأة لاحقاً في البرلمان». وأضافت جناحي قائلة: «املي كبير بأن تكون هذه المشاعر التي نسمعها من الجمعيات مشاعر حقيقية، وبالتالي لن يخذلوا المرأة،». إلى ذلك، كشف مسئول البرامج في مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في المنامة محمد آل شريف، أن المشروع يسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما: التدريب ورفع كفاءة المترشحات للانتخابات البلدية والنيابية في المهارات القيادية والمعارف القانونية والتنموية، واطلاق برنامج إعلامي لحفز المجتمع في مشروع التمكين السياسي للمرأة من خلال التعاون مع المجتمع الرسمي والمدني. وأشار آل شريف في تصريح خاص بـ «الوسط» إلى أن المشروع سيضطلع بتنفيذ الكثير من الأنشطة خلال الفترة المقبلة من بينها: إعداد برنامج تدريبي للمترشحات في شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط. ويركز هذا البرنامج التدريبي على مهارات بناء الفريق وإدارة الحملة الانتخابية من الناحية الإدارية والبشرية والمالية واعداد البرنامج الانتخابي وخطط الدعاية والجوانب الإعلامية وكيفية قياس ردود فعل الناخب. وأوضح آل شريف أن من بين الأهداف الرئيسية للمشروع السعي إلى تغيير النظرة المجتمعية تجاه المشاركة السياسية للمرأة لتسليط الضوء على النساء كمواطنات فاعلات وصاحبات رؤية ليكن قادرات على تحقيق إنجازات تنموية... «الوسط» التقت المسئولين الثلاثة عن مشروع التمكين السياسي، وهذه أوراق الحوار... مريم جناحي: الهدف العام للبرنامج هو تمكين المرأة سياسيا، وهذا التمكين يتأتى عن طريقين، الأول: هو التدريب المباشر على المهارات الانتخابية والمهارات السياسية التي تحتاجها المرأة لكي تدخل وهي جاهزة للدخول في الحياة السياسية، والطريقة الثانية تتمثل في التوعية الشعبية والتوعية الشاملة للمجتمع من أجل تقديم الدعم المعنوي للمرأة للدخول للحياة السياسية وتقديرهم بشكل أكبر للدور الذي يمكن أن يساهم به نصف المجتمع، والهدف الثالث هو انتخاب المرأة للدخول إلى الحياة السياسية. في طول فترة المشروع استفدنا من مداخلات وخبرات الكثيرين من الخبراء الذين جلبهم برنامج الأمم المتحدة الانمائي، في هذه المرحلة سنركز على الدور الإعلامي أو «كيف يمكن أن يساعد الإعلام في حفز المشاركة وتكثيف الدعم وتشجيع المرأة، وما هي الوسائل الأمثل التي تحقق لنا الأهداف بطريقة افضل؟» (...) عنايات خبيرة إعلامية استراتيجية تضع خططاً إعلامية، وأيضاً تشرف على تنفيذها على أرض الواقع، وهذا الاشراف يوجهنا نحن كفريق عمل قائمين على المشروع عن «ما الوسيلة المثلى لايصال رسالة معينة؟ فربما نأخذ طريقا نبتغي منه تحقيق هدف معين عن طريق الصحف (مثلا)، لكنها تقول لا... اجروا لقاء تلفزيونياً فهو افضل، فهي تقوم باختيار وسائل الاتصال الأكثر قدرة على ايصال هدف الرسالة. ولابد من الإشارة إلى أننا حددنا الدورات والندوات التي سننظمها من الآن حتى الشهور الأربعة المقبلة، وهي تشمل: ندوات حفزية وندوات توعوية موجهة للجمهور عموماً، ندوات تصب في إبراز أهمية مشاركة المرأة السياسية، وتأكيد ضرورة أن يكون لها دور فاعل في عملية البناء، ليس فقط لانها نصف المجتمع، وانما لأنها تمتلك أساسا إنجازات ملموسة في حياتنا، ويتهيأ لي أن البحرين لم تصل إلى الوضع الذي هي عليه الآن من تطور كبير الا بمشاركة الرجل والمرأة معا في عملية البناء. وقد وضعنا خطة متكاملة للندوات، وكذلك للإعلانات التي ستوضع في الشوارع.
تمويل الإعلانات
ومن أين ستمول هذه الاعلانات والندوات؟ جناحي: المشروع يشرف عليه المجلس الأعلى للمرأة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي. وفكرة الإعلانات أن تكون متوزعة على طول فترة المشروع، إذ ستكون على فترات زمنية مختلفة، وستبدأ من الشهر المقبل وتتزامن مع بعض الحوادث المهمة مثل: اليوم العالمي للمرأة في الثامن مارس/ آذار، وكل الاعلانات ستتزامن مع احتفال أو مناسبة أو برنامج تدريبي أو ندوة معينة. البرنامج من الناس وإلى الناس، فلا نريد للبرنامج أن يكون جامدا، وانما نريده برنامجا تفاعليا مع الناس وللناس، والدورة التدريبية المقبلة التي ستقام في 21 يناير/ كانون الثاني ستكون خاصة بادارة الحملات الانتخابية، وستتضمن محاور مهمة جدا مثل: كيفية تشكيل فريق العمل المعاون للمرشح، تحديد نوع الدوائر الانتخابية وخصائصها السياسية والثقافية، اعداد البرنامج الانتخابي. وفي الحقيقة ان المرشحات اللاتي يعملن معي في البرنامج اخذن اجزاء مهمة من هذه البرامج، اذ درسن الاطار القانوني للعملية.
عدد المرشحات
وكم عدد النساء اللاتي يعتزمن ترشيح انفسهن حتى الآن؟ عدد المشاركات في البرنامج 80 امرأة، وهن سيتوزعن بين مترشحات وبين اداريات في حملات المترشحات، ولكن اتوقع ان من بين هذه المجموعة الكبيرة نساء دخلن البرنامج فقط من اجل التعليم والتطور وصقل مهاراتهن، وتعلم شيء جديد. ويتهيأ لي ان نحو 40 امرأة لم يحسمن خيارهن في الترشح حتى الآن. ولكن لا يوجد هناك تصنيف بين المرشحات والداعمات لهن؟ يمكن ان نشعر بخياراتهن من خلال بعض المؤشرات مثل: تجاوبهم في الحضور، تأدية واجباتهن، تقديم التقارير، وانا واثقة بأن هناك عدداً من النساء موجودات خارج نطاق الثمانين، لديهن النية في دخول البرنامج، ولكنهن لم يعلن ذلك حتى الآن. ربما لم يصل اليهم المشروع؟ لا... انا اعتقد ان المشروع وصل لهن، ولكن غالبية النساء يتخوفن من كلفة الحملة الانتخابية... «كيف سأمول مشروعي الانتخابي»، وثانيا «من سيدعمني؟». فاذا كان زوجي واخواني لا يشكلون عاملاً مساعداً لي كزوجة أو اخت لأن ادخل الحياة العامة فكيف سأحصل على صوت جاري وابن عمي، ولا يجب ان ننسى انه على رغم ان مجتمع البحرين يعد مجتمعا منفتحا إلى حد كبير، فإنه مجتمع محافظ في الوقت ذاته، فأنا كامرأة لا استطيع دخول كل المجالس، ولا استطيع (مثلا) الجلوس في القهوة، ولا استطيع «اضرب سلف» وادخل خيمة،... المرأة لا تستطيع الدخول إلى كل المنافذ. ولكن هناك بعض الاشياء متاحة لي مثل دخول البيوت. والمفروض ان المرأة التي تنوي الترشح للانتخابات المقبلة قد دخلت عدداً كبيراً من البيوت من المنطقة التي تنوي الترشح عنها.
دور المجتمع المدني في نجاح المشروع
وماذا عن آلية التعاون بين المشروع ومؤسسات المجتمع المدني؟ منذ البداية نحن تواصلنا رسميا وأيضاً بصفة شخصية مع كل الجمعيات السياسية والمهنية والاسلامية، ودعوناهم اكثر من مرة إلى المشاركة في الدورات التدريبية والندوات، والجميع شاركوا من خلال اقتراح اسماء... ولدي الآن نساء كثيرات وخصوصا من الجمعيات الاسلامية من بينها: الوفاق والجمعية الاسلامية والمنبر الاسلامي. وهل عقدتم اجتماعات ثناية مع هذه الجمعيات؟ لحد الآن عقدنا اجتماعا ممتازا وجميلا جدا مع جمعية الوفاق الوطني الاسلامية، وحضر ممثلا عن الجمعية كل من: عبدعلي محمد حسن ومحمد جميل الجمري وسكينة العكري، وكان اجتماعا مثمرا، وذهبنا لهم لكي نتحاور بشكل مبدئي عن مدى رغبتهم الجدية في ترشيح ومساعدة المرأة في الدخول إلى البرلمان، وقد لمسنا منهم تجاوبا كبيرا جدا، وانا اعتقد ان التقرير الذي صدر عن الجمعية بعد اللقاء بان «الوفاق» اذا دعمت امرأة فستنجح من دون كوتا يرسم التفاؤل، وخصوصا ان مرشحاتهم قويات أيضاً. ولكن هذا الحماس لمشاركة المرأة ربما يكون بدرجة اقل لدى التيار الاسلامي السني؟ بالنسبة إلى جمعية الاصالة لم نلتق معهم حتى الآن، ولكنهم موجودون على قائمة الاتصالات، وكذلك جمعية المنبر الاسلامي، ونحن طلبنا لقاء عدد كبير جدا من الجمعيات لنتحاور معهم. وأتوقع أن يتم ذلك خلال الفترة القليلة المقبلة. ولكن وجود غالبية للتيار الاسلامي ألا يشكل تحدياً لمشروع التمكين السياسي للمرأة؟ نعم، هذا صحيح إلى حد ما، ولكن السؤال: هل نضع رؤسنا في الرمال؟ كلا، نحن نامل ان يكون التيار الاسلامي مساعدا وليس عاملا رافضا لدخول المرأة الحياة السياسية، وخصوصا ان في التاريخ الاسلامي شخصيات موجودة منذ ايام الرسول (ص) والائمة، وهناك قصص تؤكد انه لا يوجد ما يمنع من دخول المرأة الحياة السياسية. ونحن الآن في صدد اصدار كتيبات وبروشرات ومطويات عن هذا الموضوع قريبا ان شاء الله.
المساعدات الخارجية
وهل لديكم مساعدات من جهات خارجية؟ نعم، نحن اقمنا دورة في شهر سبتمبر/ ايلول الماضي تحت شعار «مسئولية المرشحين والمرشحات»، وتمويل هذه الدورة كان من الاتحاد البرلماني الدولي، كما أن السفارة البريطانية اقامت دورة مهمة جدا للجمعيات النسائية تحت شعار
العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ