تحدث الشيخ جمعة توفيق في خطبة الجمعة يوم أمس عن الموت وجزاء الصابرين. ذاكراً ان البحرين «فقدت آلافاً من أبنائها ونسائها وانضم إلى الركب بالأمس نجل جلالة الملك فيصل بن حمد رحمه الله تعالى وجميع موتى المسلمين، وإنا لنعزي جلالته في إبنه، و نسأل الله تعالى أن يتغمده وجميع من مات بالرحمة العظمى والمغفرة الكبرى، و أن لا يري أحداً مكروهاً، ونقول لجلالته: إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فاصبر واحتسب، فإن مات فيصل فكل شعبك فيصل و أبناءٌ لك». وأضاف توفيق أنه لا بد من «الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد حبيبك إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد، وإنما هو من أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين، والعلم بأن الموت سبيل كل حي، وأن الجميع مصيرهم إليه»، مشيراً إلى أنه يجب على العبد تذكر أن «هذه الحياة معبر وطريق إلى الآخرة، وأن الجميع مسافرون إليها. وسيستقرون هناك، وحينئذ يجتمع المسلم بحبيبه وقريبه في الجنة في نعيم دائم، وحياة أبدية فسل نفسك وعللها بقرب اللقاء، فالموعد هناك إن شاء الله تعالى»، مؤكداً أن «أن الجزع لا يفيد، بل يضاعف المصيبة، ويفوّت الأجر». وقال توفيق: «إن مصيبة الموت مصيبة عظيمة تطرق أبواب العباد بل تدخل من دون استئذان، ولو كان العبد في بروج مشيدة، ولو احتمى بأعظم الأسوار وأقوى الحصون، فلا مفر من الموت»، مشيراً إلى أنه «ما من إنسان منا إلا وفقد عزيزاً، فهذا يفقد أخاه وهذا والده والآخر يفقد ابنه وذاك يفقد أمه أو زوجته، هكذا الدنيا تدور كالرحى ولا باقي إلا وجهه سبحانه و تعالى». من جهته تناول خطيب الجمعة بجامع الإمام الصادق بالدراز الشيخ عيسى قاسم، قيادة الرسول الأعظم محمد وآل بيته الطاهرين للأمة. وعدد قاسم أقساماً عدة اتخذ كل منها موقفاً من قيادة أهل البيت، وهذه الأقسام هي قسم يتبع أهل البيت بشرط السلم إذ يكون رأي المعصوم بالسلم يجد أن هذه الجماعة موافقة عليه، والشيعة بشرط السلم لهم علل متعددة وقد يكون وراء ذلك صفة الجبن أو الجشع أو رعاية لمصلحة طرف أخر. وأشار قاسم إلى أن القسم الثاني «هو تابع لأهل البيت في الحرب لأن مزاجه حربي، ولأن تركيبته النفسية حربية»، موضحا أن القسم الأول هم مع المعصوم عندما يصالح و آخرون معه عندما يكون محارباً، وعندما يكون «الخيار من أجل الإسلام خيار السلم لا يتخذون معه الموقف». و أضاف: أما القسم الثالث من الأمة فهو يتبع أهل البيت متابعة مطلقة من دون أي شرط، وذلك لقرب «نفسيته من نفسيتهم و رؤيته من رؤيتهم (...) »، وهذا القسم تابع لأهل البيت في الحرب والسلم حتى لو كان مخالفا لهواه، لكن إيمانه يجعله يتبع أهل البيت على رغم اختلافه معهم في التشخيص§§، مشيرا إلى أن القسم الرابع هم المنافقون «الذين يظهرون المودة ويبطنون العداوة»، وقد يكونون مع السلم أو مع الحرب لكن دافعهم هو الإضرار. وأكد قاسم أن «الإمام هو أعرف أهل زمانه بزمانه، ومن خلال حسه المرهف والصفاء النفسي والخبرة العملية كانت لا تغيب عنه حال النفسيات المختلفة، وكان يهتم بمن حوله ومن هم ليسوا بحوله§§لأنه قائد للأمة(...)»، موضحاً أنه «إذا كانت السلطة تسعى لأن يكون الإمام عندها مكشوفاً، فهو يسعى لأن تكون السلطة عنده مكشوفة». مؤكد أن الرسول والأئمة على الرغم من اعتمادهم على النخب إلا أنهم كانوا يوظفون جميع هذه الأقسام لمصلحة الإسلام. وقال خطيب الجمعة بجامع جمعية الإصلاح في المحرق الشيخ ناصر الفضالة في خطبته التي ألقاها بشأن النفاق، موضحاً «لو تداعى المصلحون المخلصون من الدعاة وطلبة العلم إلى عقد مؤتمر يتدارسون فيه أخطر ظاهرة مُني بها المسلمون في تاريخهم لما وجدوا ظاهرة أشد خبثاً وأسوأ أثراً من النفاق والمنافقين»، مشيراً إلى أنه «لا فارق بين نفاق الأمس ونفاق اليوم من حيث الجوهر، أما الظروف فقد اختلفت، فالنفاق بالأمس البعيد أيام تمكين الدين كان ذُلاً يستخفي، وضعفاً يتوارى، وخضوعاً مقموعاً يمثله عمالقة أقزام ورؤوس أزلام، حيات وعقارب موطوءة تكاد ألاّ تنفث السم إلاّ وهي تلفظ الحياة». وذكر الفضالة أن «التاريخ أثبت يوماً بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات، والهزائم فالكفر الظاهر على خطره وضرره يعجز في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام أن ينفرد بإحراز انتصار شامل عليها ما لم يكن مسنوداً بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين (...). وشدد خطيب الجمعة في جامع الإمام الصادق بالقفول رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان على رفضه القاطع لاستخدام العنف من جميع الأطراف موضحاً «عدم القبول العام بحوادث حرق الإطارات وتفجير عبوات الغاز و قنابل (المولتوف) للتعبير عن أي موقف كان، ووصفه بأنه (أمر مرفوض وغير مقبول)، إذ إنه ليس مبرراً أن نؤسس إلى إمكان استخدام القوة لدى أي طرف للتعبير عن الرأي، فهي حرب مؤداها الخسران إلى الطرفين». ودعا سلمان الحال البحرينية العامة إلى تأكيد روح التعايش المشترك في جميع تياراتها وجماعاتها الفكرية والدينية والسياسية بعيداً عن المصالح الذاتية والشخصية للمتنفذين والمتطرفين الذين لا تسرهم حال الوحدة الوطنية والإسلامية على السواء
العدد 1226 - الجمعة 13 يناير 2006م الموافق 13 ذي الحجة 1426هـ