بينما كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون بحلول عيد الأضحى المبارك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) الثلثاء الماضي عن تقارير واردة من المستشفى الذي يعالج فيه آرييل شارون، تبشّر العالم الغربي الحنون بظهور بوادر تحسّن طفيفة على حالته، بعد أن أخذ الاطباء بتخفيض تدريجي لجرعات التخدير التي أبقته غائباً عن الوعي منذ أن أصيب بالنزيف الشديد في مخّه العزيز، التقارير المذكورة أشارت إلى اكتشاف بوادر حركة في الجانب الأيسر من جسمه، بعد استجابة ذراعه وساقه اليمنى لاختبارات الإحساس بالألم، فيما سيواصل الفريق الطبي عملية إفاقته تدريجياً من الغيبوبة. هذا من الجانب الطبي، أمّا من الجانب النفسي والمعنوي من العلاج، فقد عمد ابناه البارّان عومري وجلعاد، إلى تشغيل قطع من موسيقى الموسيقار موزارت المفضلة لدى شارون في غرفته بالمستشفى، بعدما ذكر الأطباء أن ذلك قد يساعد في اختبار مدى ردّ فعله. ولم تذكر التقارير القطعة الموسيقية التي اختاراها: هل هي «عرس فيغارو» أو «الناي السحري»، وعلى الرغم من استمرار توصيل أجهزة التنفس بشارون الذي بدأ التنفس تلقائياً، إلا أن العلاج يحتاج أيضاً إلى جانب ماديّ وتاريخيّ يرتبط بالذكريات الجميلة، بحيث لا تقتصر على الجانب الموسيقي، ولأن شارون معروف بشراهته للأكل ما انعكس على حجم بطنه، ولم تنفع معه حتى نصائح حليفه الحميم جورج بوش بالتقليل من الأكل قبل أسابيع. من هنا بُذِلت محاولاتٌ أخرى، ماديةٌ وتاريخيةٌ، بوضع قطعة من اللحم المشوي «الشاورما» في غرفة العناية المركّزة التي يرقد فيها شارون لتنشيط حاسة الشم لديه. بعض التقارير قالت أن كلاً من الولدين عومري وجلعاد أحضر سندويشة «شاورما» واحدة ليشمّماها أباهما، بينما ذكرت تقارير أخرى أن جلعاد أحضر معه كميةً من السندويشات، فيما قدّم جلعاد طلباً من أكبر المطاعم بالمدينة لإحضار حوالي مئة شاورما، نصفها شاورما لحم ونصفها الآخر شاورما دجاج، لتحفيز خلاياه الدماغية وبالتالي التسريع في إفاقته من غيبوبته. التقارير كشفت أيضاً أن هناك الكثيرين من خارج «اسرائيل» بعثوا ببطاقات خاصة، وبعضهم بعث بباقات ورود، وبعضهم اتصل بالهاتف للإعراب عن تمنياتهم القلبية المخلصة بشفاء شارون، وسرعة عودته إلى العمل السياسي وقيادة «اسرائيل» نحو تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. وتبيّن ان من بين أصحاب البطاقات وباقات الورود التي وصلت إلى مستشفى هداسا، هناك عربٌ، أعربوا فيها عن خشيتهم على حياة الرئيس المناضل شارون، متمنين له الشفاء والعودة مرةً أخرى لممارسة مهماته بكل قدرة وكفاءة واقتدار، لتحقيق ما عجز عن تحقيقه خلال الأعوام الخمسة الماضية، لئلا تسقط المنطقة في المجهول. شارون في حال حرجة، حسب آخر التقارير التي أوردتها وكالات الأنباء مساء أمس (الخميس)، فالظاهر ان موسيقى موزارت التي يعشقها قلبه الرومانسي لم تنفع، ورائحة الشاورما التي يحب التهامها لم تنفع أيضاً، فنأمل أن يجرّب الحبيبان جلعاد وعومير إدخال باقات الورود إلى غرفته، خصوصاً تلك المرسلة من العواصم العربية الخائفة جداً على مستقبل السلام
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1225 - الخميس 12 يناير 2006م الموافق 12 ذي الحجة 1426هـ